أقر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في خطاب ألقاه السبت في بربينيان بمسؤولية فرنسا التاريخية في التخلى عن الحركى، هؤلاء الجزائريون الذين حاربوا إلى جانب الجيش الفرنسي خلال حرب التحرير الجزائرية. وكان قد تبنى مجلس الشيوخ الفرنسي في يناير/كانون الثاني الماضي مشروع قانون يقضي بتجريم إهانة الحركى.
اعترف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رسميا السبت ب"المسؤولية التاريخية" التي تتحملها فرنسا في "التخلي" عن الحركيين، وهم الجزائريون الذين قاتلوا الى جانب فرنسا خلال حرب الجزائر لنيل استقلالها.
وقال ساركوزي في خطاب القاه في بربينيان، جنوب فرنسا، "كان على فرنسا حماية الحركيين لكنها لم تفعل. وفرنسا تتحمل هذه المسؤولية امام التاريخ وهذه المسؤولية هي التي جئت اعترف بها هنا"، في اشارة الى تخلي فرنسا عن قسم كبير من الحركيين بعد نيل الجزائر استقلالها عام 1962.
واضاف "على فرنسا كما فعلت دائما النظر الى تاريخها وتحمل الاخطاء التي اقترفتها. وفي هذا الاطار لا شيء يمكن ان يبرر او يعذر لها التخلي عن هؤلاء الذين اختاروا فرنسا".
ويعد اعتراف الدولة الفرنسية بمسؤولية التخلي على الحركيين المطلب الرئيسي لهؤلاء الجزائريين الذين حاربوا مع الجيش الفرنسي في الجزائر ونسلهم.
ويبلغ عدد هذه المجموعة حاليا نحو 500 الف شخص.
وقد سبق ان اعترف ساركوزي في التاسع من اذار/مارس الماضي امام ممثلي هؤلاء الحركيين ب"الظلم" الذي ارتكبته السلطات الفرنسية في حقهم واقر بان لهم "دينا" في رقبة فرنسا.
وكان منافسه الاشتراكي في الانتخابات الرئاسية فرنسوا هولاند تعهد من جانبه في السادس من نيسان/ابريل الحالي ب"الاعتراف" بمسؤولية فرنسا في "التخلي عن الحركيين" اذا تم انتخابه.
وغداة توقيع اتفاقات ايفيان في 18 آذار/مارس 1962 التي كرست الانسحاب الفرنسي من الجزائر، ترك بين 55 و75 الفا من الحركيين حسب المؤرخين، في الجزائر حيث تعرضوا لعمليات انتقامية دامية.
ونقل ستون الفا آخرين الى الاراضي الفرنسية وتم وضعهم في مخيمات في الجنوب.
وقد تبنى مجلس الشيوخ الفرنسي في كانون الثاني/يناير الماضي مشروع قانون يهدف الى تجريم اهانة الحركيين المسلمين. واقر النص باجماع اعضاء المجلس باستثناء الشيوعيين الذين لم يحضروا التصويت.