واصلت الصحف الألمانية اهتمامها بالربيع العربي وآفاقه خصوصا على ضوء تفاقم أعمال العنف في سوريا وترشيح جماعة الإخوان المسلمين لخيرت الشاطر، نائب مرشدها العام لانتخابات الرئاسية في مصر.
بخصوص الأزمة السورية كتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الصادرة في ميونيخ منتقدة موقف الجامعة العربية واصفة إياها بـ "نادي الحرس القديم": "خلعت الشعوب أربعة حكام (عرب) عن عروشهم (...)، ومع ذلك فإن نادي الملوك العرب لم يتحول بعد إلى ناد للديمقراطيين. وهذا في حد ذاته أمر جانبي، فالسؤال الأهم هو هل سيتمكن الزعماء العرب من تجاوز عداوات الماضي والتحدث أخيرا بصوت واحد يمثل المجتمع العربي، مجتمع غائب للأسف، فلا يزال الانتماء الديني هو العنصر المحدد بخصوص التكتل الذي تنتمي إليه كل دولة".
وذهبت صحيفة "براونشفايغر تسايتونغ" في نفس الاتجاه منتقدة دور الجامعة العربية:
"عادت الجامعة العربية إلى عادتها القديمة: أي خشبة مسرح للتمثيل الذاتي، فهي ليست هيئة تعمل على بناء مستقبل مشترك لشعوبها. إن النفاق الذي تعمل به الجامعة لا تضاهيه سوى السياسة الغربية السابقة القائمة على الصفقات التجارية والمصالح الاقتصادية الخاصة. لقد بدأ الربيع العربي مثيرا إذ أظهر أن التغيير بات ممكنا، غير أن الواقع اليومي يبدو عكس ذلك مريرا. فها هي ليبيا قد تمكنت من خلع ديكتاتورها من الحكم، إلا أن التغيير الذي حدث هناك ظل محدودا. وهذا في حد ذاته مؤشر على ضعف الأمل في أن يتطور الوضع بشكل مغاير في سوريا".
وفي السياق نفسه انتقدت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" تعامل السلطات الإماراتية والمصرية مع مؤسسة كونراد آديناور الألمانية غير الحكومية المقربة من حزب المستشارة أنغيلا ميركل:
"أجبرت مؤسسة كونراد آديناور الألمانية على وضع حد لعملها في أبو ظبي وإغلاق مكتبها هناك. أما في مصر حيث عزل حسني مبارك، فإن الجهاز الذي أقامه لا يزال يعمل جيدا، بحيث يواصل توظيف نظريات المؤامرة والعداء للأجانب، بشكل اضطر العاملين لدى المنظمات غير الحكومية للمثول أمام القضاء. إن الربيع العربي ليس بتلك الدرجة من الإشراق. وفي حالة الإمارات العربية المتحدة، أحد الحلفاء الاستراتجيين لألمانيا، فإن لغة النفاق بلغت أوجها. فجنبا إلى جنب مع دول الخليج الأخرى تقف الإمارات ضد نظام الأسد في سوريا. إلا أن من يحاول، ولو بحذر، الدفاع عن الديمقراطية في دول الخليج، فإنه يكتشف الوجه الآخر لحكامها".
أما صحيفة "دير تاجسشبيغل" الصادرة في برلين فاهتمت بموضع مرشح الإخوان المسلمين في مصر للانتخابات الرئاسية وكتبت معلقة:
"يعتبر الشاطر شخصية مستبدة، لم يعتد سماع آراء تعارض رأيه. إلا أنه يعتبر في الوقت نفسه شخصا واقعيا براغماتيا، وإن كان يجد صعوبة في التعبير عن موقف صريح داعم للديمقراطية وحقوق الأقليات. خيرت الشاطر، المليونير البالغ من العمر 61 عاما والأب لستة أطفال، يملك حظوظا وافرة للفوز بانتخابات 23 من مايو/ أيار القادم لخلافة حسني مبارك على دفة الحكم، وبذلك ستتمكن جماعة الإخوان من السيطرة على مواقع السلطة الرئيسية في البلاد. إن ترشيح الشاطر فتح أبواب الصراع على مصراعيها بين الأقطاب الثلاثة الرئيسية في البلاد: الإسلاميون، القوى العلمانية والمدنية والجيش. يشعر العلمانيون بأنهم محاصرون، ويلوح الجيش بتهديدات غامضة. فيما يسود الخوف لدى الأقباط ...."