ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه فى الوقت الذى تستعد فيه كافة القوى السياسية فى مصر للانتخابات الرئاسية، والمقررة فى مايو القادم، فإن جماعة الإخوان المسلمين، والتى تحولت إلى الفصيل الأكثر نفوذا منذ سقوط النظام المصرى السابق فى أعقاب ثورة 25 يناير، تواجه انقسامات داخلية حول فكرة الإقدام على تقديم مرشح تخوض به الجماعة السباق الرئاسى الأول بعد الثورة المصرية. وأوضحت الصحيفة أن قادة الإخوان المسلمين قد تعهدوا منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك فى مصر أن الجماعة لن تخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة ولا تريد أن تصل إلى مقعد الرئيس، وذلك فى محاولة من جانب الجماعة لتسكين المخاوف التى أثارها الرأى العام المصرى آنذاك حول نية الجماعة الاستئثار بالسلطة لسد الفراغ الذى خلفه سقوط مبارك. إلا أن تصريحات قد خرجت من جانب بعض قادة الإخوان فى الأسبوع الماضى تدور حول نيتهم تقديم أحد أعضائها للترشح إلى منصب الرئيس فى مصر خلال الانتخابات القادمة، على اعتبار أن كافة المرشحين على الساحة ليسوا مناسبين للمرحلة الحالية من وجهة نظرهم، وهو الأمر الذى أثار انتقادات حادة، سواء من جانب المعارضين للفكر السياسى الذى تتبناه الجماعة أو بعض أعضائها الذين رأوا أن مثل هذا القرار يعد تقويضا لمصداقيتها أمام الرأى العام. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الانقسام الداخلى فى صفوف الإخوان حول السباق الرئاسى، قد جاء بعد أشهر من محاولات حذرة خاضتها الجماعة للهيمنة على السلطة. وأضافت أنه بالرغم من سعى الإخوان المسلمين لأداء دور مؤثر فى الحكومة المصرية خلال الأشهر الماضية، إلا أنهم ظلوا مترددين نتيجة للمخاوف التى يتبناها كلامن القوى الغربية والليبرالية فى هذا الصدد. من ناحية أخرى يبدو أن هناك العديد من أعضاء الجماعة مازالوا يرفضون فكرة الاستئثار الكامل بالسلطة، خاصة أنه من المتوقع أن تشهد مصر عاما قادما صعبا، وهو ما يعنى أن الإخوان سوف يجدون أنفسهم داخل دائرة اللوم فى حالة سيطرتهم على السلطة السياسية فى البلاد. ويرى محللون أن جماعة الإخوان المسلمين قد عملت على كسب ما يكفى من السلطة، خلال المرحلة الماضية، وذلك للتحكم بشكل كبير على العملية السياسية فى مصر، ولكن فى الوقت نفسه كانت تفتح الباب أمام القوى والأحزاب الأخرى للمشاركة فى هذا الصدد، وذلك حتى تكون تلك القوى شريكا فى تحمل المسئولية، إلا أن وصول الجماعة الى مقعد الرئيس فى مصر سوف يضع عبء المسئولية بالكامل على عاتقها. وأوضحت "واشنطن بوست" أن مسئولى الإخوان قد أكدوا أن الجماعة سوف تقرر موقفها من الانتخابات الرئاسة خلال اجتماع مجلس شورى الإخوان، والمقرر اليوم الثلاثاء. وأبرزت الصحيفة الأمريكية تصريحا أدلى به أحد الأعضاء البارزين بجماعة الإخوان المسلمين، والذى أكد أن الأزمة الحالية تعد الأولى من نوعها التى يشهدها الإخوان، موضحا أن تراجع الجماعة عن الموقف الذى تبنته من قبل حول فكرة خوض الانتخابات الرئاسية يعد خطأ كبيرا، مضيفا أن انتهاك هذا الموقف لا يعد أخلاقيا. وأوضحت الصحيفة البارزة أن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر قد أصدر بيانا أكد فيه أن الجماعة تدرس حاليا الدفع بمرشح رئاسى خلال الانتخابات القادمة، موضحا أن الجماعة قد تتخذ قرارها فى هذا الصدد لمجابهة المرشحين الذين ينتمون للنظام السابق فى مصر، خاصة أن هؤلاء المرشحين يحظون بدعم القادة العسكريين للبلاد على حد قوله. وأضافت "واشنطن بوست" أن جماعة الإخوان المسلمين، والتى عانت من ممارسات قمعية شديدة إبان النظام المصرى السابق، قد سبق أن تخلت عن وعدها الذى قطعته على نفسها بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير عندما تعهدت بأنها سوف تنافس فقط على ثلث مقاعد البرلمان فى مصر خلال الانتخابات البرلمانية الأولى بعد مبارك، إلا أنها تقدمت بمرشحين فى كافة الدوائر الانتخابية تمكنت من خلالهم الحصول على ما يقرب من نصف المقاعد البرلمانية. وأوضحت الصحيفة كذلك أن الجماعة قد اتخذت قرارا بفصل القيادى البارز عبد المنعم أبو الفتوح، العام الماضى على خلفية قراره بخوض الانتخابات الرئاسية، متحديا بذلك قرار الجماعة بعدم ترشيح أحد أعضائها لمنصب الرئيس فى الانتخابات الرئاسية القادمة، إلا أنها بالرغم من ذلك تفكر الآن جديا بتقديم الاقتصادى البارز خيرت الشاطر لخوض السباق. وأكد محمد الحديدى، أحد أعضاء الجماعة، أن الإخوان المسلمين هى جماعة دعوية وليست سياسية، موضحا أن الانطباع العام لدى الشارع المصرى بما تتسم به الجماعة من أمانة يعد السبب الرئيسى لسيطرتها على أغلبية المقاعد البرلمانية. وأضاف أن المعارضين لفكرة خوض الانتخابات الرئاسية من داخل الجماعة لا يبتغون سوى الحفاظ على سمعة الإخوان المسلمين ومصداقيتهم
الأحد أبريل 01, 2012 7:23 am من طرف الكنج