ذكرت صحيفة الفاينانشال تايمز أن الليبراليين المصريين قد يتجهون الآن لتأييد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، فى انتخابات الرئاسة القادمة فى مصر، رغم اتجاهاته الإسلامية، نظرا لمواقفه المناوئة للمؤسسة العسكرية الحاكمة فى مصر حاليا، التى تسعى لفرض سيطرتها على الحياة السياسية فى مصر خلال المرحلة المقبلة. وأضافت الصحيفة البريطانية أن الانتخابات الرئاسية المقررة فى مايو القادم تعد الأولى من نوعها والتى سيسمح فيها للمصريين باختيار رئيسهم، بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير والتى أطاحت بالرئيس المصرى السابق حسنى مبارك، إلا أن أبرز المتنافسين فى الانتخابات الرئاسية القادمة هم من الإسلاميين أو شخصيات قد خدمت إبان النظام السابق، وهو ما يعنى أن الليبراليين الذين قادوا الثورة المصرية قد صاروا مستبعدين تماما، وهنا تثور المخاوف حول احتمالية اقتسام السلطة بين العسكريين وجماعة الإخوان المسلمين. فى ظل هذه المعطيات يصبح أبو الفتوح الأقرب للفوز بتأييد الليبراليين المصريين خاصة بعد تدهور العلاقة بينه وبين جماعة الإخوان على خلفية قرار الجماعة بفصله منها نتيجة إصراره على خوض الانتخابات الرئاسية القادمة مخالفا بذلك قرار الجماعة بعد تقديم مرشح رئاسى فى الانتخابات الأولى بعد الثورة المصرية، بالإضافة إلى موقفه المناوئ لسياسات المجلس العسكرى الحاكم فى مصر. وأضافت الصحيفة البريطانية أن أبو الفتوح قد تعهد فى أكثر من مناسبة على حماية الحريات العامة من القيود التى يضعها الإسلاميون المتشددون، وضمان المساواة الكاملة بين المسلمين والأقباط الذين يمثلون حوالى 10% من الكثافة السكانية فى مصر، بالإضافة الى محاسبة العسكريين الذين ارتكبوا انتهاكات إنسانية خلال الفترة الانتقالية التى سيطر فيها المجلس العسكرى على مقاليد الأمور بالبلاد. وأوضحت الفاينانشال تايمز أن أبو الفتوح كان أحد أهم رموز جماعة الإخوان المسلمين حتى العام الماضى، إلا أنه قد فصل من الجماعة بعد أن تحدى قرار الجماعة وأصر على الترشح على منصب رئيس الجمهورية، موضحة أن الجماعة كانت قد أعلنت بعد قيام الثورة المصرية أنها لن تخوض انتخابات رئاسة الجمهورية فى مصر حرصا منها على طمأنة معارضيها وكذلك القادة العسكريون الذين يحكمون البلاد حاليا. وبالرغم من تلك التعهدات التى أخذتها الجماعة فيما يخص الانتخابات الرئاسية القادمة، إلا أن تصريحات قد خرجت من بعض قادتها لتعلن أن الإخوان المسلمين وذراعها السياسية المتمثلة فى حزب الحرية والعدالة تفكر حاليا فى تقديم مرشح رئاسى خاصة أن الجماعة ترى أن كافة المرشحين الحاليين غير مناسبين لقيادة البلاد فى المرحلة الحالية.
الأحد أبريل 01, 2012 11:22 am من طرف الكنج