كيف يمكنك كأجنبي أن تنجح في بلد ومجتمع غريب؟ المفاتيح الثلاثة الأساسية لنجاح عملية الاندماج في المجتمع هي: إجادة لغة البلد المضيف، وإيجاد وظيفة وخلق حياة اجتماعية.
تحتاج منذ اليوم الأول للتواصل مع الآخرين: للسؤال عن الاتجاهات، أو لشراء تذاكر المواصلات العامة أو للتسوق. وفي الواقع، حتى خارج بريطانيا وأيرلندا، فهناك الكثير من الأوروبيين الذين يجيدون اللغة الإنجليزية، ومعظم هؤلاء سيمكنهم الرد بالإنجليزية. لكن لن يمكنك بالفعل التأقلم والشعور بأنك في وطن جديد لك إلا إذا تعلمت لغة البلد المضيف. فقط عندئذ ستتمكن من تكوين صداقات جديدة، وقراءة الجرائد المحلية.
كما أن سوق العمل ستفتح أبوابها لك وتتيح لك فرصاً أوفر، ليس فقط لأن العمل المنتظم يمثل فرصة للاستقلال المادي، بل لأنه يفتح أيضا المجال أمام تحقيق حياة اجتماعية غنية. وبالإضافة إلى إتقان اللغة، تعد الخبرات المهنية العالية أيضا في غاية الأهمية. وبالتالي يجب على المرء أن يسعى ليس فقط للحصول على تعليم جيد، ولكن أيضاُ أن يحاول جمع أكبر قدر ممكن من الخبرات العملية. وبالنسبة للطلبة على وجه الخصوص، يعد البحث عن وظيفة بدوام جزئي أمراً هاماً بالتوازي مع الدراسة.
في أوروبا، سيجد المهنيون ذوي الخبرات العملية العالية الأبواب مفتوحة أمامهم على مصراعيها. فالشركات الألمانية على سبيل المثال، دائماً ما تشكو من قلة المتخصصين في فروع مثل تكنولوجيا المعلومات أو الهندسة الميكانيكية. لذلك، فإن الأجانب المتخصصين في هذه المجالات وذوي الخبرة العالية، عادة ما يحصلون بسهولة على تصريح إقامة وعمل. وكقاعدة عامة، فإن كل خريجي الجامعات الألمانية من الأجانب يحصلون على الإقامة لمدة سنة إضافية للبحث على وظيفة في مجال تخصصهم. وفي كل مدينة كبيرة، هناك منظمات متخصصة لمساعدة الأجانب للتعامل مع الإجراءات البيروقراطية وحل مشاكلهم اليومية. ولماذا لا تبحث عن نادي رياضي، أو جوقة كنسية أو أي جمعية أخرى؟