علقت الصحافة الفرنسية كثيرا الإثنين على مهرجان ساركوزي الانتخابي الأول الذي نظمه أمس الأحد بمدينة مرسيليا. وبينما وصفته "لوفيغارو" بالمهرجان الناجح، قالت عنه جريدة "ليبراسيون" أنه كان خاليا من أية نظرة مستقبلية لفرنسا.
خصصت الصحافة الفرنسية مساحات واسعة لتغطية المهرجان الانتخابي للرئيس نيكولا ساركوزي الذي نظمه أمس الأحد بمدينة مرسيليا –جنوب شرق فرنسا- وبحضور أكثر من 10 آلاف ناشط.
وفي تحليلها لخطاب الرئيس الفرنسي، أشارت صحيفة "لوبارزيان" أن مرشح حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية استهل خطابه بذات الجملة التي بدأ بها فرانسوا هولاند خطابه الانتخابي الأول في قاعة "البورجيه" في يناير/كانون الثاني الماضي، بجملة " لقد جئت إلى هنا لأحدثكم عن فرنسا".
وأحصت الصحيفة أن ساركوزي استعمل هذه العبارة 88 مرة، مضيفة أن مصطلحات أخرى لها علاقة بالقيم مثل "العمل" و"المسؤولية" و"النظام" تم تكررها 13 مرة خلال الخطاب الذي استغرق 55 دقيقة.
وخلصت "لوبارزيان" بعد المقارنة التي أجرتها بين خطابي ساركوزي وفرانسوا هولاند، أن الأخير ردد كلمة "الجمهورية" 43 مرة مقارنة مع ساركوزي 15 مرة، في حين لم يتكلم ساركوزي عن العدالة ولو مرة واحد بينما تطرق إليها هولاند 17 مرة.
من ناحيتها، كتبت صحيفة "لوفيغارو" – اليمين - أن طيف الجنرال شارل ديغول خيم على مهرجان ساركوزي الانتخابي بمرسيليا، منوهة بأنه من حق ساركوزي أن يستلهم هذا الرجل العظيم لأن فرنسا تمر بظروف صعبة وأن الميزة الأولى التي ينبغي أن يتمتع بها الرئيس الذي سينتخب في مايو/أيار المقبل، هي الإرادة.
وأضافت الصحيفة أن كارلا بروني زوجة الرئيس كانت حاضرة خلال المهرجان، مشيرة أن مرشح حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اعترف بصعوبة تغيير الوضع بمجرد التحلي بالإرادة، لكن بدونها –أي الإرادة - لا يمكن القيام بأي شيء.
أما صحيفة "ليبراسيون" – اليسار - فقد كتبت أن خطاب ساركوزي كان فارغا من أية نظرة مستقبلية وأن الرئيس الفرنسي حاول فقط أن يضع نفسه في خانة الشعب رغم كل الإجراءات الاقتصادية والمالية التي اتخذها خلال ولايته والتي كانت تصب في مصلحة الأغنياء فقط.
وواصلت الصحيفة أن الرئيس يتكّل على ذاكرة الشعب الفرنسي الضعيفة كي يفوز بولاية ثانية في قصر الإليزيه، فيما أشارت إلى استطلاع للرأي أجرته وكالة "سوفريس" لصالح أسبوعية " لو جورنال دو ديمانش" مفاده أن 54 بالمئة من الفرنسيين لا يرغبون في التصويت لنيكولا ساركوزي مقابل 40 بالمئة لهولاند.