يعلن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى رسميا الأربعاء وبعد انتظار طويل خوضه الانتخابات الرئاسية قبل عشرة أسابيع فقط من الجولة الأولى المقررة فى 22 إبريل فى مواجهة خصمه الاشتراكى فرنسوا هولاند الأوفر حظا للفوز بالاقتراع وفقا لاستطلاعات الرأى.
وقال مصدر مقرب من الإليزيه، إن ساركوزى اليمينى سيكون ضيفا على نشرة أخبار الثامنة مساء (19,00 ت غ) على قناة تلفزيون فرنسا الأولى الخاصة ليعلن تاريخ وشكل ترشحه لولاية ثانية، بعد أن ظل يماطل فى الأمر.
وبعد إعلان ترشحه، سيزور ساركوزى الخميس آنسى فى الألب (وسط شرق) قبل أول تجمع كبير الأحد فى مرسيليا (جنوب شرق) ولم يكن ترشح ساركوزى لولاية ثانية بالأمر السري، إلا أن المقربين منه يسعون منذ أسابيع إلى إضفاء نوع من الإثارة عليه.
ومنذ أسابيع كان يعلن فى كل مناسبة عامة أن الأمر بات وشيكا، وهو ما فعله فى آخر تصريح متلفز فى 29 كانون الثانى يناير عندما قال "أنا على موعد مع الفرنسيين، لن انسحب، وبصراحة، الأمر بات قريبا".
وعمل ساركوزى على التمهيد لترشحه على مدى الأسابيع الماضية مقدما نفسه على أنه مدافع عن القيم التقليدية مثل العمل والأسرة، وحازم فى التعاطى مع الأزمة المالية الأوروبية.
ورغم تدنى شعبيته والأزمة الاقتصادية، يعرب فريقه عن ثقته بأن جاذبية شخصيته ستمكنه سريعا من تحقيق تقدم على منافسه، ما أن يعلن خوضه السباق.
وقالت مصادر فى الإليزيه أنه تم تشكيل الفريق وأن وزيرة البيئة ناتالى كوسيوسكو موريزيه (38 عاما) ستكون المتحدثة باسم الحملة الانتخابية.
وأعلن ساركوزى فى مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" اليمينية الأسبوع الماضى، أنه سيعتمد أجندة محافظة وسيعارض زواج المثليين والقتل الرحيم، وحق التصويت للأجانب من خارج الاتحاد الأوروى وسيضع قيودا على الهجرة، ساعيا لتعزيز قاعدته الانتخابية وحتى استمالة ناخبى اليمين المتطرف وفقا للمعلقين.
ويتقدم هولاند على ساركوزى بفارق كبير فى استطلاعات الرأى التى أعطت الأول 30% والثانى 25,5% لكل منهما فى الدورة الأولى، بحسب دراسة نشر معهد ايفوب نتائجها الثلاثاء.
وتوقع الاستطلاع نفسه أن يهزم ساركوزى فى الدورة الثانية أمام المرشح الاشتراكى (57,5%) وقلل هولاند من أهمية إعلان ترشيح ساركوزى قائلا "هذا لن يغير شيئا بالنسبة لحملتى الانتخابية" ويعقد هولاند بعد الظهر لقاء جماهيريا ثانيا فى مسقط رأسه روان، شمال غرب فرنسا ولكن البعض فى معسكر هولاند يترقبون معركة قاسية.
وبالإضافة إلى مرشح اليسار، يواجه ساركوزى مرشحة اليمين المتطرف مارين لو بن من الجبهة الوطنية والتى تعطيها الاستطلاعات بين 16 و20 المائة، والوسطى فرانسوا بايرو الذى حصل على 12 إلى 14%.
ونقلت صحيفة لو فيغارو عن مصدر مقرب من ساركوزى، أن فريقه يعول على ارتفاع شعبيته بسرعة. وقال المصدر "إن لم يكسب ثلاث نقاط فى الأسبوعين المقبلين، ستكون الأمور صعبة".