علقت الصحيفة على قضية مزاعم إسرائيل بإطلاق صاروخين من سيناء على مدينة إيلات، وما تبعه من تصريحات لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نيتانياهو قال فيها إن صحراء سيناء تتحول إلى منطقة إرهابية، وتعهد تل أبيب بضرب المسلحين هناك.
وقالت فى تقرير لوكالة أسوشيتدبرس إن هذا الحديث الصارم يخفف من حدته رغبة إسرائيل فى عدم تدهور العلاقات مع مصر والتى تعانى من توتر بالأساس.
ويعترف المسئولون الإسرائيليون بأن خياراتهم محدودة، حيث تحاول الحكومة الجديدة فى مصر التى تعد واحدة من الأصدقاء القليلين لإسرائيل فى العالم العربى تأمين سيادتها على جبال سيناء.
وأشارت أسوشيتدبرس إلى أن الهجوم الصاروخى على إيلات وهو الأول من نوعه منذ عامين قد أثار مخاوف إسرائيلية جديدة بشأن نشاط المسلحين فى سيناء خاصة منذ سقوط مبارك العام الماضى.
وكان المسئولون الإسرائيليون قد حذروا مرارا من فراغ السلطة فى مصر وقالوا إن المسلحين الإسلاميين قد صعدوا نشاطهم فى سيناء وأنهم نشطون بشكل خاص على الحدود.
وتتابع الوكالة قائلة إن إطلاق الصواريخ من مصر أكثر ندرة مما يحدث من قطاع غزة، ومن غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل تخطط لنقل النظام المضاد للصواريخ إلى حدودها مع مصر.
وقد أدى صاروخ إيلات إلى وضع إسرائيل فى موقف دقيق: استيعاب النيران المعادية من دولة مجاورة دون أن تمتلك خيارات كثيرة للرد.
ونقلت الوكالة عن إيلى شاكيد، السفير الإسرائيلى الأسبق فى القاهرة قوله إن أيدى تل أبيب مقيدة حتى تتشكل الحكومة فى القاهرة وتكون قادرة على معالجة مسألة النشاط المسلح فى سيناء.
وأضاف قائلا إن اتفاق السلام التاريخى مع مصر يمثل حجر الزاوية لسياسة الأمن الإسرائيلية، ولا تستطيع إسرائيل أن تفعل أى شىء يضر بالمعاهدة وأوضح أن إسرائيل ليس لديها خيار سوى الانتظار.
كما نقلت الوكالة عن مسئول إسرائيلى آخر لم تذكر اسمه لأنه غير مفوض بالحديث فى تلك القضية الحساسة: "سنحارب الإرهاب بالطبع لكن لا ننوى دخول الأراضى المصرية. هذا ليس خيارا مطروحا. ويمكننا أن نتحدث مع المصريين، وهذا كل ما فى الأمر".
وتوضح أسوشيتدبرس أن كلا من المسئول وشاكيد واثقون من أن مصر ستعمل على كبح جماح الفوضى فى سيناء، لكن هذا الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل أن يحدث ذلك.