كشف قائد القوات الأميركية في أوروبا الجنرال مارك هيرتلنغ السبت عن أن الجيش الأميركي الذي بدأ يخفض وجوده في أوروبا يعتزم توسيع تدريبه لشركائه الأوروبيين لمواجهة "التهديدات الجديدة" التي تشكلها الشبكات المترابطة من المجرمين والإرهابيين التي تقوم بالمتاجرة في السلاح والمخدرات.
وقال هيرتلنغ على هامش مؤتمر أمني في مدينة ميونيخ الألمانية إن هذه التدريبات "تركز على التهديدات المترابطة التي ربما يعمل فيها مجرمون مع قوى تقليدية أو مع إرهابيين متبادلين السلاح أو المخدرات".
وأضاف أن "هذه هي أشكال التهديدات التي نراها في المستقبل ليس في أوروبا فقط وإنما في المناطق الساخنة في شتى أنحاء العالم، ونريد تدريب أجهزة مخابراتنا على مواجهتها ومعالجتها بشكل حقيقي".
وأكد هيرتلنغ أن القاعدة الأميركية الموجودة في ولاية بافاريا بجنوب ألمانيا -والتي من المنتظر سحب أحد اللواءين الأميركيين الموجودين بها- ستظل تستخدم موقعا للتدريب.
"
هيرتلنغ:
حتى مع خفض لواءين سيكون لدينا ما يقرب من 35 ألف جندي وهذا حجم قوة كبير وأكبر من معظم الجيوش الأوروبية. وهذا الإجراء يؤشر على نهاية عهد قديم وبداية عهد جديد لأن التهديدات التي نشرت هذه القوات من أجلها في الماضي ليست هي نفسها التهديدات التي نواجهها اليوم
"
مناورات
وبهذا الخصوص أشار المسؤول العسكري إلى أنه "سيتم تعزيز الطريقة التي استخدمت بها هذه القاعدة في الماضي بشكل أكبر" مشيرا إلى أن الجيش الأميركي أنهى في الأيام الأخيرة مناورة مع 11 شريكا من بينهم قوات خاصة بلغارية ووحدات سلوفاكية.
يشار إلى أن الولايات المتحدة كانت قد بدأت الشهر الماضي بسحب لواءين مقاتلين من جيشها من ألمانيا مقلصة حجم قواتها بواقع نحو سبعة آلاف جندي.
ويرى مراقبون أن هذه التخفيضات التي أعلنت عنها وزارة الدفاع الأميركية جزء من إستراتيجية أميركية جديدة تهدف إلى تقليص حجم قواتها المسلحة وخفض 487 مليار دولار من تكاليفها العسكرية خلال العشر سنوات المقبلة.
وقال هيرتلنغ "حتى مع خفض لواءين سيكون لدينا ما يقرب من 35 ألف جندي هناك وهذا حجم قوة كبير وأكبر من معظم الجيوش الأوروبية" مؤكدا أن هذا الإجراء يؤشر على "نهاية عهد قديم وبداية عهد جديد" لأن التهديدات التي نشرت هذه القوات من أجلها في الماضي ليست –حسب قوله- هي نفسها التهديدات التي نواجهها اليوم.
التزام بالأمن
وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا قد أكد للحلفاء الأوروبيين السبت أن واشنطن ما زالت ملتزمة بأمنها على الرغم من إجراءات التقشف التي اتخذتها لمواجهة آثار الأزمة الاقتصادية.
يذكر أن الولايات المتحدة نشرت في ذروة الحرب الباردة نحو ربع مليون جندي في أوروبا لمواجهة قوات الاتحاد السوفياتي السابق عبر الستار الحديدي الذي كان يقسم القارة الأوروبية.
ومنذ سقوط الشيوعية في أوروبا الشرقية أصبح حلفاء كثيرون سابقون للاتحاد السوفياتي السابق من بين أكثر الدول تحمسا للحصول على تدريبات عسكرية أميركية