وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية محاكمة المتهمين فى قضية التمويل الأجنبى للمنظمات غير الحكومية، بأنها مثيرة للجدل، وشهدت بداية صاخبة فى مواجهة التحذيرات الأمريكية من احتمال أن تؤدى تلك القضية إلى قطع المساعدات العسكرية لمصر، وتعرض العلاقات الثنائية بين القاهرة وواشنطن للخطر.
ورأت الصحيفة أن محاكمة العاملين بتلك المنظمات التى تحاول، كما تقول الجارديان، تنشئة حركة الشباب المؤيدة للديمقراطية فى مصر قد قوت من الشكوك حول مدى استعداد المجلس العسكرى لتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة. واعتبرت الصحيفة أن اليوم الأول للمحاكمة قد أظهر المخاطر الكبيرة المتعلقة بتلك القضية، فى الوقت الذى لا تزال فيه المعركة تدور حول نتائج الثورة التى أطاحت بالرئيس السابق حسنى مبارك.
وتحدثت الصحيفة عن التزاحم الشديد فى قاعة المحكمة من جانب المحامين والصحفيين وعائلات المدعى عليهم، وهو ما تسبب فى رفع القاضى للجلسة. وقالت الجارديان، إنه على الرغم مما يقوله المسئولون فى مصر بأنه لا يمكنهم التدخل فى سير العملية القضائية، إلا أنهم يستخدمون قانونا يعود إلى عهد مبارك لتقييد عمل المنظمات الأجنبية غير الحكومية لتسجيلها لدى وزارة التعاون الدولى، التى يجب أن توافق على كل التمويلات المقدمة لتلك المنظمات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمريكيين الموجهة إليهم اتهامات فى تلك القضية لم يتم استدعاؤهم لحضور الجلسة، لكن حضر فريق الدفاع عنهم، الذين رفضوا ما وجه إليهم من اتهامات.
ونقلت الصحيفة عن توحيد رمزى، المحامى عن موظفى المعهد الجمهورى الدولى، قوله إن موكليه يشعرون بالرعب، لاسيما فى ظل هذه التغطية الإعلامية المنحازة والمبالغ فيها التى تحيط بالقضية. وأضاف قائلاً، "إن المدعى عليهم من المصريين مرعبون، فتخيلوا كيف هو الحال بالنسبة للأجانب".