ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أمس السبت، أن الاعتذار الذى قدمه الرئيس الأمريكى أوباما عن حرق قوات بلاده لنسخ من القرآن الكريم، يأتى فى "لحظات حرجة" سواء فيما يتعلق بمستقبل الحرب فى أفغانستان أو على حملته الانتخابية تمهيدا لخوضه سباق الترشح الرئاسى المقبل.
وأشارت الصحيفة - فى سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت - إلى أن اعتذار أوباما يظهر التحدى الذى يواجهه كمرشح للرئاسة الأمريكية، حيث استطاع الجمهوريون بدورهم استغلال ذلك الاعتذار لدعم مزاعمهم بأن الرئيس أوباما يهتم بتقديم اعتذارات عن الأخطاء التى ترتكبها بلاده عن الاهتمام بالدفاع عن نفوذها كقوى عالمية.
ولفتت إلى أن الجمهوريين كثيرا ما انتقدوا سياسات الرئيس أوباما الخارجية خلال السنوات الأخيرة، بزعم أنها أدت إلى إذلال واشنطن على حد قول الصحيفة.. موضحة أن معظم الانتقادات الموجهة إلى سياسة أوباما الخارجية نابعة من اللهجة المتواضعة التى يستخدمها والتى تأتى فى اختلاف صارخ عن اللهجة "العنيفة" التى كان يستخدمها سلفه الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش فيما يتعلق بسياسات الخارجية.
من ناحية أخرى، أكد الرئيس أوباما أن "الارتقاء بالقيم الأمريكية يعتبر الدعامة الأساسية للسياسات بلاده، وأن إصلاح العلاقات بين واشنطن والعالم الإسلامى تعد واحدة من الأولويات المدرجة ضمن جدول سياسته الخارجية.
ونوهت الصحيفة إلى أن الاعتذار الذى قدمه الرئيس أوباما لنظيره الأفغانى لم يكن السابقة الأولى فى تاريخ الولايات المتحدة على اختلاف رؤسائها، فقد سبق وأن قدم الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان عام 1988 اعتذارا لنظيره اليابانى عن اعتقال الولايات المتحدة أمريكيين من أصول يابانية خلال الحرب العالمية الثانية، وأصدر تشريعا يقضى بصرف 6ر1 مليار دولار كتعويضات للمتضررين من هذه السياسة التى نتجت من هيستريا الحرب.
كذلك قدم الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش عام 2002 اعتذارا إلى كوريا الجنوبية بعد عدة أشهر من حادثة دهس سيارة عسكرية أمريكية لفتاتين من كوريا الجنوبية أدت إلى مصرعهما.