اهتمت الصحيفة بالانتخابات الرئاسية التى تشهدها اليمن اليوم والتى ينافس فيها مرشح واحد نفسه وهو عبد ربه منصور هادى. وتقول الصحيفة إن هادى ليس فقط المرشح الوحيد، بل إنه وثيق الصلة بالنظام القديم الذى عمل فيه نائب للرئيس على عبد الله صالح الذى ظل فى منصبه طوال 33 عاما.
وترى الصحيفة أن صالح نفسه لا يزال حاضرا بقوة فى اليمن وإن كان غائبا من الناحية الجغرافية، حيث يتواجد فى الولايات المتحدة للعلاج. ورغم الظروف التى تجعل هذه الانتخابات فى اليمن شكلية، إلا أنها تمثل مقياسا مهها للصحوة العربية مثل أى ثورت أو حروب أو انتخابات فى أى مكان.
وتعتقد الصحيفة أن السؤال الأهم الآن بالنسبة لليمن هو ما إذا كان صالح سيكون أول زعيم يلتف على فكرة تغيير النظام ويظهر مرة أخرى كقوة سياسية. وإذا انسحب، ربما يكون هناك دروس مستفادة للحكام الطغاة الآخرين فى الشرق الأوسط وللشعوب والقوى الأجنبية التى تحاول الإطاحة بهم.
وتلفت الصحيفة إلى أن انتخاب هادى هو المرحلة الأخيرة فى عملية انتقال للسلطة تم تأجيلها طويلا بدأت منذ نوفمبر عندما وقع صالح على اتفاق للتنحى بعد ثمانية أشهر من الاحتجاجات والاقتراب من الحرب الأهلية. وترك صالح منصبه فى يناير مقابل الحصانة من المحاكمة لنفسه ولحلفائه.
وتتابع فاينانشيال تايمز قائلة إن أحداً لا يعتقد أن هادى سيكون وكيلا للتغيير الثورى، فهو قائد جيش أمضى فترات طويلة فى الصراعات الأهلية بين الشمال والجنوب، وتم تعيينه نائبا لصالح عام 1994، أصبح منذ هذا الحين شخصية فى الظل ليس لها ظهور كبير.
وترى الصحيفة أن لغة جسد صالح بدءا من ابتساماته وهو يوقع اتفاق نقل السلطة فى الرياض فى نوفمبر إلى تلويحه للمتظاهرين فى الولايات المتحدة، توحى بأنه رجل يشعر أنه بعيدا عن الهزيمة أو يستطيع إخفائها بشكل جيد. وربما تذهب الرؤية التشككية إلى أن الرئيس السابق يظهر كل الدلالات على العودة سواء علانية أو بشكل غير مباشر عن طريق عملائه