تحت عنوان "رهان كونى" على الإخوان المسلمين، قال الكاتب الأمريكى البارز، ديفيد أجناتيوس، إن محاولات الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، للتواصل مع الإخوان المسلمين بدأت قبل ثلاثة أعوام، فى خطابه الأول للعالم الإسلامى من القاهرة عام 2009، وعلى ما يبدو راهن على نجاحهم، ورغم أن عشرة أعضاء فقط من الجماعة تمت دعوتهم للاستماع للخطاب، إلا أنه بدا وكأنه كتب خصيصا لهم.
ونقل الكاتب فى مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن أوباما قوله فى الخطاب، "الولايات المتحدة تحترم حق جميع الأصوات السلمية التى تلتزم بالقانون فى أن تسمع فى جميع أنحاء العالم، حتى وإن كنا نختلف معهم، وسنرحب بجميع الحكومات المنتخبة والسلمية، شريطة أن يحكموا مع احترام جميع أطياف الشعب".
ورغم أن الرئيس السابق، حسنى مبارك، لم يحضر الخطاب، إلا أن أوباما خصص له رسالة مفادها، "قمع الأفكار لا ينجح أبداً فى تبديدها"، وعلى ما يبدو كان أوباما محقاً بهذا الشأن، على حد قول أجناتيوس.
وأضاف الكاتب قائلا، إن الإدارة الأمريكية صنعت ما يمكن وصفه بالـ"الرهان الكونى" على نوايا الإخوان المسلمين السلمية، وساعدت الولايات المتحدة بمغازلتهم عام 2009 على إضفاء الشرعية على طموحاتهم السياسية، فضلاً عن أنهم رفضوا إنقاذ مبارك خلال مظاهرات التحرير العام الماضى، فالولايات المتحدة ضمنت أن الإخوان المسلمين سيظهرون كقوة سياسية بارزة فى مصر الجديدة.
وبالفعل نجحت جماعة الإخوان المسلمين فى الصعود، وفازت من خلال حزبها "الحرية والعدالة" بـ50% من مقاعد البرلمان، ورغم أن مسئولى الجماعة أصدروا تصريحات مطمئنة، حتى إنه ظهر فيديو راب للإخوان جاء فيه "الحرية ستحمى والعدالة ستحافظ"، إلا أن الاعتماد على الإخوان كشريك لا يزال أمرا لم يختبر بعد، بل اعترف مسئولو الإدارة الأمريكية بأن الانتقال الديمقراطى كان أسوأ مما توقعوا، فى الوقت الذى تدير فيه جماعة الإخوان المسلمين فى سوريا جماعة المعارضة.
ومضى أجناتيوس يقول، إن جماعة الإخوان المسلمين تحمل أهمية بالغة لمستقبل العالم العربى، غير أنها لا تزال منظمة غامضة فى الغرب، ومن المفيد أن يتم مراجعة تاريخها، فالإخوان أكدوا على أهمية تحرير المسلمين من التلاعب الغربى، وهذا الطموح من أجل الكرامة والاستقلال أقوى دفاع الإخوان، لكنه يزيد من صعوبة المنظمة كشريك لأمريكا.