استنكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية سعى فايزة أبو النجا، وزيرة التخطيط والتعاون الدولى الحثيث للاستمرار فى التحقيق الجنائى مع الـ16 أمريكيا المتهمين فى قضية التمويل الأجنبى، وقالت إنها كانت مسئولة بارزة فى عهد الرئيس السابق، حسنى مبارك وصديقة لزوجته سوزان، وإصرارها الآن على موقفها من الأمريكيين يهدد التحالف القديم بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إن أبو النجا لا تثير فقط حيرة المسئولين الأمريكيين وإنما تحير كذلك القادة العسكريين فى مصر لاسيما بعدما تحدت المجلس العسكرى بتبنيها نهجا معاديا للولايات المتحدة. وقالت الصحيفة إنه مع إمكانية قطع المعونة السنوية المقدرة بـ1.5 مليار دولار، حاول القادة العسكريون حث أبو النجا على استخدام لهجة أخف وطأة، إلا أنها أصبحت تستخدم لغة أكثر صرامة وباتت تصدر تحذيراتها لواشنطن حتى تتراجع قائلة إن لم تكن واشنطن حذرة، فإنها ستدفع مصر لتكون أقرب إلى إيران.
"تمتلك كل دولة أوراق ضغط فى الحقل السياسى، ومصر ليست استثناء"، هكذا أكدت أبو النجا فى تصريح لها هذا الأسبوع.
وأضافت "نيويورك تايمز" أنه عندما طلبت أبو النجا التحقيق فى التمويل الأجنبى للجماعات الحقوقية التى لا تهدف إلى الربح، نظر إليها باعتبار أنها مجرد عميل للقادة العسكريين، غير أن موقفها استمر فى التصاعد، حتى أن المسئولين فى القاهرة وواشنطن أكدوا أنها تعمل باستقلالية مستغلة بذلك فراغ القوى فى الوقت الذى تراجع فيه نفوذ المجلس العسكرى.
والآن على ما يبدو يخشى القادة العسكريون رد فعل عنيفا، إذا ما تدخلوا فى حملتها التى أطلقت العنان لمخزون عميق من مشاعر الكراهية للولايات المتحدة.
ودعا من ناحية أخرى، المشير طنطاوى لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، ووفقا لوكالات الأنباء، طلب من أبو النجا ومسئولى وزارتها أن يعدلوا من لهجتهم، غير أنها استمرت فى نهجها دون تغيير.
ونقلت وسائل الإعلام عن أبو النجا أمس الثلاثاء قولها للمدعين فى جلسة مغلقة فى مدينة أكتوبر إن الولايات المتحدة أغدقت الأموال على المنظمات التى تروج للتنظيم السياسى فى محاولة منها لزرع بذور الفوضى وإحباط محاولات التنمية والتطوير لبناء مصر ديمقراطية وتحول الثورة لمصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن محمد أنور السادات، النائب فى البرلمان والذى دعا مؤخرا أبو النجا لتشهد أمام لجنة برلمانية قوله إن القادة العسكريين "تفاجأوا" من الحملة ضد الجماعات الأمريكية "فهم لم يتم إبلاغهم، كما اعتقدوا أن توقيتها خاطئ، ولكنها تعلم أن طنطاوى مسئول فقط مادام المجلس العسكرى مسئولا، وعندما ينتهى وقته، ينتهى وقتها هى الأخرى.