انخفضت مبيعات الكتب الأوروبية بسبب المنافسة الشديدة لها من قبل مواقع النشر الأمريكية العملاقة، مثل موقع أمازون. اكتساح دور النشر هذه لأسواق جديدة مثل الكتاب الإلكتروني يزيد أيضا من قلق الناشرين الأوروبيين.
يتم إنتاج الكتاب الإلكتروني بنصوصه وصوره على الحواسب. كما إنه يُنشر ويُقرأ على شاشات الكمبيوترات الشخصية أو على أجهزةإلكترونية خاصة تعرف بقارئات الكتب الإلكترونية، وقد تستخدم أيضاً الهواتف الجوالة والذكية والحواسب المحمولة لقراءتها، حيث أصبح تسويق "الكتب الورقية" يتم أيضا عبرالإنترنت.
وقد انتزع موقع أمازون الأمريكي الصدارة العالمية في بيع الكتب عبر الإنترنت بما فيها الكتب الإلكترونية. ويتجلى أحد الأسباب المساهمة في ضعف المنافسة الأوروبية أمام دار للنشر مثل "أمازون" في عدم وجود قوانين خاصة بالنشر الرقمي في الاتحاد الأوروبي.
قلق الناشرين الأوروبيين من "أمازون"
وفي مواجهة المنافسة الأمريكية ذلك، اقترحت دار النشر الإسبانية Dosdoce ضرورة قيام جميع الناشرين الأوروبين بإنشاء موقع إلكترونيً موحد لهم بهدف تسويق كتبهم إلكترونيا أيضا.
وعرض الناشر خافيير سيلايا مدير الشركة الإسبانية الفكرة مؤخراً في أحد اجتماعاته أمام 160 ناشراً إيطالياً في مدينة ميلانو، وقال في مقابلة مع موقع دي دبليو إن "الطريقة الوحيدة التي نستطيع من خلالها الرد على المنافسة الأمريكية هي خلق موقع إلكتروني ينافس على الصعيد العالمي"، وأضاف أن من شأن ذلك أن يضمن صناعة نشر الكتب المزدهرة في أوروبا منذ قرون.
وأشار سيلايا إلى نفوذ موقع أمازون الأمريكي في بريطانيا مثلاً، وحذر من أن شركة أمازون استطاعت استقطاب 80 في المائة من مستهلكي الكتب في بريطانيا، مشيرا أن المبيعات بلغت خلال الأشهر الأولى من انطلاق خدمة أمازون لبيع الكتب إلكترونيا هناك 220 مليون يورو.
قواعد النشر الرقمي الموحد لم تـُنجَز بعد في أوروبا
وشدد سيلايا على أنه "إذا لم يتخذ الناشرون الأوروبيون إجراءً منافساً فإن ما حدث في بريطانيا قد يتكرر أيضاً في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا". ويرى سيلايا أنه يجب على أكبر ثلاث دور نشر في كل بلد من هذه البلدان، بالإضافة إلى بريطانيا، إنشاء موقع أوروبي مشترك لتسويق الكتب الإلكترونية والورقية بواسطة الإنترنت.
يشار إلى أن المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، أصدرت إطاراً عاماً للسوق الرقمية عام 2010 ، لكنها لم تحدد بعد قواعد موحدةً أوروبياً تمنح من خلالها تصاريح النشر الإلكتروني. كما إن قوانين الملكية الفكرية المحلية في كل دولة أوروبية في الوقت الحاضر تجعل من الصعب نشر الكتب الأوروبية بالشكل الإلكتروني بسهولة وبيعها في جميع دول الاتحاد الذي يضم 27 بلداً أوروبياً.