رغم موجة الصقيع التي تجتاح أوروبا منذ أسبوعين وتسببت في أجواء قطبية، إلا أن ذلك لم يمنع سكان قرية صغيرة في جنوب ألمانيا من بناء كنيسة من الثلج والجليد لإحياء ذكرى احتجاج قام به أجدادهم قبل مائة عام.
قرر أعضاء مجلس بلدية منطقة ميترفيرميانسروت في ولاية بافاريا جنوبي ألمانيا بناء كنيسة من الثلج والجليد هذا الشتاء، إحياء لذكرى وقفة احتجاجية قام بها أسلافهم قبل قرن من الزمان. فقد ارتأت الأبرشية آنذاك أن القرية الواقعة قرب الحدود التشيكية ليست بحاجة إلى كنيسة، ما اضطر الأهالي إلى قطع مسافة ثمانية كيلومترات إلى البلدة المجاورة كل يوم أحد لحضور القداس.
ويقول كريستيان كوخ، رئيس المجموعة التي تبنت فكرة بناء "كنيسة من الثلج في ميترفيرميانسروت قبل مائة عام"، إنه "أحياناً لم نكن نقدر على دفن موتانا ... وكنا نضطر إلى تخزين الجثامين في العلية". ووصلت أوضاع القرية إلى ذروتها في فترة عيد الميلاد عام 1910، بعد أن رفض سكان المنطقة الذهاب إلى الكنيسة لحضور قداس عيد الميلاد بسبب ظروف الطقس الرهيبة، وقرروا بدلاً من ذلك تشييد كنيسة خاصة بهم. وبالفعل قاموا ببناء دار للصلوات طولها 10 أمتار وعرضها 11 متراً، من الثلج الذي جمعوه من الغابة بهدف لفت الانتباه إلى محنتهم.
في نهاية المطاف تم الانتهاء من بناء الكنيسة المصنوعة من الثلج في مارس/ آذار 1911. وبعد ذلك بقرن قرر أهالي القرية إحياء ذكرى الاحتجاج عن طريق بناء كنيسة جديدة من الثلج خاصة بهم. وتعتبر الكنيسة المبنية فريدة من نوعها، كونها المبنى الوحيد المصنوع من الثلج بدون أي أعمدة. واستخدم قرابة 1100 متر مكعب من الثلج في تشييد الكنيسة البالغ طولها 26 متراً.
يبدو من الرخام لكنه من الثلج
ويملأ مدخل الكنيسة ضوء أزرق بديع، بينما صنع الجزء الداخلي بأكمله من الثلج والجليد. حتى الدرج الصغير المؤدي إلى مذبح الكنيسة مصنوع من الثلج أيضاً. ويبدو سقف الكنيسة المقوّس وكأنه مصنوع من الرخام. ورغم أن هذا لم يكن مقصوداً، إلا أنه في حقيقة الأمر يعود إلى عدم وجود ثلج كاف، ما اضطر البناة إلى استخدام ثلج غير نظيف.
وزار حوالي 10 آلاف شخص الكنيسة خلال أسابيع قليلة منذ افتتاحها. وكانت الكنيسة الأصلية التي بنيت قبل قرن من الزمان قد حققت نجاحاً أيضاً، إلا أنها تعرضت للذوبان في فصل الربيع، بعد أن حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، وبدأت التبرعات تنهال من أجل تشييد كنيسة حقيقية، ما سمح بتشييد كنيسة صغيرة من الحجر في ميترفيرميانسروت عام 1923.