عاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى البيت الأبيض بعد فوزه التاريخي بولاية ثانية داعياً خصومه الجمهوريين إلى العمل معه من أجل تجنب أزمة مالية تلوح في الأفق. خارجياً تنتظر أوباما تحديات كثيرة معظمها يتركز في الشرق الأوسط.
بعد فوزه التاريخي بولاية ثانية عاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأربعاء إلى البيت الأبيض الذي سيقضي فيه أربع سنوات أخرى وسط تحديات داخلية وخارجية. ولم تستمر فرحة النصر بفوزه على الجمهوري ميت رومني، حيث انطلق الرئيس فوراً في مهمة إنهاء الانقسام الحزبي في الكونغرس الذي يعطل قسماً من عمله. وقبل مغادرة شيكاغو أجرى اتصالات هاتفية في محاولة لردم الهوة مع القادة الجمهوريين من أجل تجنب "الهاوية المالية" التي قد تغرق الاقتصاد الأمريكي الهش في الانكماش مجدداً. وتواجه الولايات المتحدة خطر "الهاوية المالية" في حال لم يتوصل الديمقراطيون والجمهوريون إلى اتفاق في الكونغرس بحلول 31 كانون الأول/ ديسمبر، ما سيؤدي إلى دخول خطة تلقائية من الاقتطاعات في الميزانية والزيادات في الضرائب حيز التنفيذ، بهدف خفض العجز في الميزانية العامة. الأمر الذي يهدد بتقويض الانتعاش الاقتصادي الهش في القوة الأولى في العالم. وسيترتب أيضاً على الكونغرس الاتفاق على رفع سقف الدين الذي قد يتم بلوغه بحلول نهاية السنة، لمنع تعثر الولايات المتحدة في تسديد مدفوعاتها.
خيارات الحرب والسلام في الشرق الأوسط
خارجياً سيكون على أوباما مواجهة عدة تحديات لخصها الأمين العام للأمم المتحدة عند تهنئته لأوباما بالقول: "تنتظرنا تحديات كثيرة: وضع حد للحرب في سوريا، إعادة عملية السلام في الشرق الأوسط إلى مسارها، تشجيع التنمية الدائمة والرد على تحديات التبدل المناخي"، معتبراً أن كل هذه الملفات "تتطلب تعاوناً قوياً متعدد الطرف". والتحدي الأخر الذي يواجه أوباما في مطلع عام 2013 هو ما إذا كان سيتحتم استخدام القوة العسكرية أم لا لوقف طموحات إيران النووية. لكن هناك من يعتقد أن أوباما وبعد أن قاوم حتى الآن أولئك الذين يدفعون الأمور تجاه الحرب مع إيران وبعد أن تحرر من ضغوط الانتخابات، يبدو أكثر حرية للسعي نحو تسوية دبلوماسية في الوقت الذي يواصل فيه التهديد بمزيد من العقوبات الأشد صرامة.
وفيما يتعلق بالملف الإسرائيلي - الفلسطيني يرى مبعوث الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط توني بلير أن إعادة انتخاب أوباما ستعطي فرصة "لإعادة تنشيط التزامه بحل القضية الفلسطينية-الإسرائيلية". وهو الأمل الذي يعلقه الفلسطينيون أيضاً، فيما تعطي إسرائيل الأولوية للتعامل الحازم إزاء إيران بشأن ملفه النووي.
وفي أقصى الشرق ما تزال الحرب في أفغانستان تثقل كاهل الولايات المتحدة التي تحتفظ بـ67 ألف جندي أمريكي على الأقل، ما زالوا يشاركون في الحرب ضد طالبان، التي دعت بدورها أوباما أن يغتنم فرصة فوزه ويسحب قواته من هناك "في أقرب وقت ممكن ويمنع مقتل مزيد من الأمريكيين".
أوباما الجديد وأوباما القديم
أما بالنسبة للوضع في سوريا، والذي يعد أحد أكبر التحديات التي تواجه أوباما في السياسة الخارجية مع بدء فترة ولايته الثانية، فقد جاء ترحيب المعارضة السورية بإعادة انتخاب أوباما مقروناً بالأمل بأن يتحرك الأخير بشكل أكثر في الضغط على النظام السوري. ويعتقد محللون أن أوباما لم يتمكن من اتخاذ خطوات جريئة بشأن سوريا أثناء الانتخابات خشية أن يضر ذلك بشعبيته. وفيما لم يصدر أي رد فعل رسمي من جانب دمشق على إعادة انتخاب أوباما، قالت صحيفة "الثورة" التابعة للنظام السوري، في افتتاحيته عددها الصادر اليوم الخميس إن "أوباما الجديد قد لا يختلف كثيراً عن أوباما القديم إذا ما كان المنطق هو الحكم، لكنه قد يكون مغايراً إلى حد الاستدارة الكاملة إذا ما كان المعيار وعود خطاب النصر".