رحبت الوكالة الألمانية لمكافحة التمييز والمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا بالحكم الصادر من محكمة العمل في برلين بإدانة طبيب أسنان وتغريمه 1500 يورو لرفضه توظيف فتاة مسلمة من أصل عراقي بسبب رفضها خلع الحجاب.
رحبت الوكالة الاتحادية الألمانية لمكافحة التمييز بالحكم الصادر عن محكمة العمل في برلين والذي أدين فيه طبيب أسنان رفض توظيف فتاة مسلمة بسبب ارتدائها الحجاب. وقالت كريستين لودرس رئيسة هذه الهيئة الحكومية في بيان إن الحكم "له تأثير رمزي" وهو يؤكد "بوضوح أنه لا يمكن التمييز ضد النساء في بحثهن عن العمل بسبب قناعاتهن الدينية".
كما رحبت المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا بالحكم، معربا عن أمله في أن يشكل أساسا لمراجعة القوانين المتعلقة بحظر الحجاب، حسب تعبير أيمن مزيك، رئيس المجلس. من ناحيتها رحبت مفوضة شؤون الاندماج في ولاية برلين، ديليك كولات بالحكم، مشيرة إلى أن التمييز بسبب الحجاب أصبح يمارس واقعا يوميا إلى حد أنه أصبح يصعب على النساء الدفاع مواجهته، حسب تعبير الناشطة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض.
وكان مصدر قضائي قد أكد الخميس (18 أكتوبر/ تشرين الأول 2012) أن محكمة برلينية دانت طبيب أسنان أقر بأنه رفض توظيف الفتاة المسلمة كمتدربة في مكتبه لأنها رفضت التخلي عن حجابها. وأوضح الناطق باسم المحكمة المختصة في قوانين العمل، مؤكدا خبرا أوردته صحيفة "تاغشبيغل" الألمانية أن "طبيب الأسنان انتهك القانون لأنه رفض توظيف مقدمة الشكوى لمجرد أنها رفضت التخلي عن حجابها، وهذا يعارض القانون حول معاملة كل الأديان بإنصاف". وأضاف أنه حكم على الطبيب بدفع غرامة قدرها 1500 يورو تعويضا للمرأة، وأن القرار، وهو الأول من نوعه حسب "تاغشبيغل، صدر في آذار/ مارس ولم يعد قابلا الطعن.
وكانت الصحيفة، التي حصلت على محضر الحكم، قد ذكرت أن المحكمة شددت على كون الحجاب ليس اختياريا بل "تعبيرا للعالم الخارجي عن الورع" وأن كون بعض المسلمات يتخلين عنه لا يغير شيئا. وذكر موقع " شبيغل أونلاين" أن الحكم قائم على أنه ليس هناك شك في أن الرفض كان بسبب الحجاب، كما لم تكن هناك "ضرورة موضوعية" لأن يشغل هذه الوظيفة شخص غير مسلم، وأكثر من ذلك لم تكن هناك ضرورة طبية لعدم ارتداء الحجاب في العيادة.
وأقر الطبيب خلال الجلسة أن المرأة الشابة، التي تنحدر من العراق حسب ما ذكر موقع " شبيغل أونلاين"، كانت تتمتع تماما بالكفاءة، لكنه برر رفضه التعاقد معها "بحقه في الحياد دينيا". وقالت الفتاة إن الطبيب حاول أن يقنعها بخلع الحجاب مؤكدا لها أنه سيكون مسرورا لو انضمت لفريق العمل، لكنها رفضت ومن ثم لجأت إلى القضاء.
وأعربت الشابة عن سعادتها بالحكم، وقالت "لا أكاد أن أصدق" ذلك. وفي هذه الأثناء كانت الشابة المحجبة قد حصلت على مكان للتدريب في مجال آخر، لكنها حاليا في إجازة ولادة، حسب موقع " شبيغل أونلاين".