بعد منافسة محمومة على لقب "النخبة" بين حوالي 100 جامعة ألمانية، تمكنت جامعة كولونيا من نيل هذا اللقب، الذي سيرفع من مكانتها العلمية وسيعود عليها بالنفع المادي لتصبح نقطة إشعاع لمزيد من الطلاب والباحثين من كل بقاع العالم.
في الدورة الثانية لمسابقة "مبادرة التميز" التي تنظمها الحكومة الألمانية الاتحادية بالمشاركة مع حكومات الولايات من أجل اختيار "جامعات ومعاهد النخبة" في ألمانيا، تم أخيرا تتويج 11 جامعة ألمانية بلقب "النخبة"، حيث حصل هذا العام كل من جامعة كولونيا والمعهد التقني في برلين و جامعة هومبولدت في برلين وجامعة بريمن والمعهد التقني في مدينة دريسدن على هذا اللقب لأول مرة . وفي نفس الوقت حافظت جامعة ميونخ والجامعة الحرة في برلين وجامعي هايدلبرغ وكونستانز، وكلية الهندسة في آخن على هذا اللقب. بينما ضاع هذا اللقب من المعهد التقني في كالسروه وجامعتي فرايبورغ وغوتينغن.
تعد جامعة كولونيا من أعرق الجامعات الألمانية، حيث كان تأسيسها قبل حوالي 600 عام. ويؤكد إقبال الطلاب المتزايد على الدراسة في هذه الجامعة على سمعتها الحسنة، حيث يبلغ عددهم حاليا حوالي 40 ألف طالب. وتضم جامعة كولونيا ست كليا، حيث يبلغ عدد التخصصات الدراسية بها أكثر من 200 تخصص، وهو ما يجعلها واحدة من أكبر وأقدم الجامعات في ألمانيا.
دراسات متطورة في بيئة متسامح
الآن تمكنت جامعة كولونيا العريقة من تعزيز مكانتها من خلال حصولها على لقب "النخبة"،بعد مشاركتها في مسابقة "مبادرة التميز". ويرى باتريك هونيكر المتحدث الصحفي باسم الجامعة في حواره مع "DW" أن جامعة كولونيا جديرة بالحصول على هذا اللقب ويشرح ذلك قائلا "إلى جانب ضخامتها وتعدد مبانيها تتميز جامعة كولونيا بسمعة حسنة وخاصة لمن يرغب في التخصص في مجال القانون وعلوم الإدارة".ويرى هونيكر أن مستوى الوظائف التي يحصل عليها خريجو جامعة كولونيا في أسواق العمل الألمانية هي أكبر دليل على تميزها.
ما يميز جامعة كولونيا هو تنوع التخصصات الدراسية إضافة الى موقعها في ولاية شمال الراين وفيستفاليا و الذي يجعلها مركزا علميا جذابا للكثير من الطلبة بسبب ما تتميز به هذه الولاية الألمانية من انفتاح ثقافي وإعلامي، كما يؤكد هونيكر. ويستطرد قائلا: "تستقطب جامعة كولونيا الكثير من الطلبة الألمان والباحثين الأجانب أيضا. فهم يرون فيها موطنا متسامحا ". وهو مايؤكده الطالب بنديكت ريتر(23 عاما) والذي يتخصص في علوم الجيولوجيا بجامعة كولونيا عندما يقول: "هكذا هي مدينة كولونيا، الجميع منفتح ويتقبل الأخر وهذا ينطبق على الجامعة أيضا".
المورثات الجينية للنباتات خلف اللقب
تركز جامعة كولونيا في أبحاثها العلمية المتخصصة على الجغرافيا والفيزياء إضافة إلى الأبحاث في مجال علم النفس وإدارة الأعمال وعلوم الأحياء والطب . وقد حصلت جامعة كولونيا عام 2006 على دعم مادي كبير من خلال "مبادرة التميز" لتمويل مشروع مرتبط بالبحث في أسباب زيادة عدد الإصابات بمرض السرطان لدى كبار السن مقارنة بالأصغر سنا. وقامت جامعة كولونيا بإجراء بحوثاتها في هذا المشروع بالتعاون مع جامعات أجنبية.
و جاء الحصول على لقب النخبة هذا العام من خلال مشروع للجامعة يتناول دراسة إمكانيات التعديل في المورثات الجينية لبعض النباتات من اجل رفع مستوى انتاج الموارد الغذائية. وتقوم جامعة كولونيا بهذه الأبحاث بالتعاون مع جامعة دسلدورف ومعهد ماكس بلانك للأبحاث العلمية في كولونيا.
التحفيز يساهم في تطويرالبحث العلمي
وإلى جانب الدعم المادي الذي تحصل عليه الجامعات بعد تتويجها بلقب"النخبة"، تحظى معاهد التعليم العالي بدعم مميز من خلال إرسال طلاب الدكتواه في معاهد التعليم العالي إلى الكثير من الندوات في مجالات علمية مختلفة وتمويل أنشطتهم العلمية. و يوجد في جامعة كولونيا معهد عال خاص بدراسة علوم الفيزياء والفلك.
فوز جامعة كولونيا بلقب "النخبة" سيدفعها ولاشك إلى بذل المزيد من المجهودات للحفاظ على هذا اللقب والاستفادة من ميزة تنوعها وكبرحجمها كما يؤكد هونيكر، حيث إنه "بسبب كثرة الباحثين والطلاب في جامعة كولونيا سنتمكن بسرعة من بناء مجالات جديدة في عالم الأبحاث".