تحدثت صحيفة الفايننشيال تايمز، عن الفيديو الذى يظهر، راشد الغنوشى، زعيم حزب النهضة الإسلامى التونسى، فى لقاء سرى مع مجموعة من السلفيين، والذى هز المشهد السياسى فى تونس، ويثير تساؤلات حول سلالة الإسلام السياسى، التى تمسك بزمام الأمور فى أنحاء العالم العربى.
الفيديو المثير، يظهر الغنوشى، الذى فاز حزبه بأغلبية فى أول انتخابات برلمانية، بعد الإطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن على، وإذ به يؤكد أمام مجموعة من السلفيين، أنهم يشتركان فى نفس الأهداف، والتى تتركز فى محاربة الاتجاهات العلمانية فى تونس.
وقال زعيم حزب النهضة،"الناس لا تزال تتجمع، والمظاهرات مستمرة كل يوم، وجميعهم يتجمعون ضد الإسلام، لذا علينا أن نهدئ الناس، وأن ننشدهم بالخطب، حتى يشعروا بالأمان، ويثقوا بنا، كى نتمكن من الحفاظ على ما لدينا ونبنى عليه".
ومنذ اندلاع ثورة الياسمين التونيسية، يشن السلفيين حملة من التحرش العنيف أحيانا، ضد الفنانين والناشطين، وقد أشعلت تصريحات الغنوشى غضب الليبراليين والعلمانيين فى البلاد، الذين كانوا يعتقدون أن بقاء حزب النهضة محظورا، لسنوات وقضاء زعيمه سنوات فى المنفى، من شأنه أن يجعلهم معتدلين.
وأشار عصام الشابى، عضو بالحزب الجمهورى العلمانى، إلى أن تصريحات الغنوشى، تحل لغز تدهور الأمور فى البلاد، وتصاعد عنف السلفيين دون رادع.
وفيما اعترف حزب النهضة باللقاء الذى جاء فى الفيديو، فإنهم حاولوا تبرير تصريحات زعيم الحزب، بأنها أخذت خارج السياق، وقد أثارت التصريحات رد فعل عنيف ضد الحزب، وزادت جرأة الساسة العلمانيين.
وقد تم رفض اقتراحات حزب النهضة الخاصة، بحظر ازدراء الأديان فى الدستور الجديد، كما أعد المشرعون اقتراح بالتصويت، بحجب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء، حمادى الجبالى، الذى ينتمى لحزب النهضة الإسلامى.