للسياحة دور كبير في التعرف على ثقافات أخرى وإلغاء الأحكام المسبقة عن بعض الشعوب. تعالوا معنا لنتعرف على أهم المعالم السياحية في ألمانيا وبعض البلدان العربية، ولنقرأ ذكريات بعض السياح العرب والألمان.
"ليالي الأنس في فيينا، نسيمها من هوا الجنة" هكذا تغنت الفنانة الراحلة أسمهان بجمال العاصمة النمساوية فيينا. وليس بعيداً عن النمسا جارتها ألمانيا، إذ يتميز هذا البلد بطبيعته الخلابة ومدنه الساحرة، كما أنه يقع في قلب أوروبا، ما يجعله واحداً من أنشط البلاد السياحية في العالم.
ليست المناظر الطبيعية وحدها هي التي تجذب السياح إلى ألمانيا، فهذا البلد - الذي تبلغ مساحته حوالي 357.021 كلم متر مربع، ويفوق عدد سكانه الـ 80 مليون نسمة - يسعى لأن يكون سباقاً في كرم ضيافته لزائريه، وذلك من خلال الخدمات السياحية المتنوعة الذي يوفره، الأمر الذي يجعله قبلة للسياح من مختلف أنحاء العالم. وتبدأ هذه الخدمات بشبكة المواصلات العامة المتطورة كالقطارات السريعة وقطارات الأنفاق(المترو) وسيارات الأجرة. وفي حديثها مع دويتشه فيله تؤكد السيدة أنتيا رودينغ، المسئولة عن السياح العرب في مركز السياحة الألماني، أن "ما يميز ألمانيا إلى جانب النظافة والتنظيم، وخاصة في البنى التحتية، هو تقديم خدمات وعروض مميزة للسياح، سواء فيما يتعلق بالمطاعم و الفنادق أو الأماكن الترفيهية كالمسارح والحدائق العامة."
"إرضاء جميع الأذواق"
ترضي ألمانيا جميع الأذواق، كما أنها تلبي متطلبات جميع الأعمار حسبما تؤكد أنتيا، فمن يعشق الطبيعة، لابد له من التوجه إلى زيارة جبال الألب التي تعد مكاناً مثالياً لمحبي التجول في الصيف وعشاق التزلج في الشتاء. أما بالنسبة للعائلات التي تأتي لألمانيا للسياحة مع أطفالها فتنصحهم أنتيا بزيارة الملاهي المشهورة "كأوروبا بارك الذي يقع في جنوب ألمانيا، وفانتازيا لاند الرائعة في مدينة برول". وتؤكد أنتيا على أن هناك الكثير من السياح الذين يقصدون ألمانيا بهدف السياحة العلاجية، فالعلاج الطبي في ألمانيا "يتمتع بسمعة حسنة في العالم العربي وخاصة لدى سكان منطقة الخليج العربي"
ذكريات و"مقالب"...
وتتذكر سارة، وهي شابة سورية تدرس الهندسة المعمارية، زيارتها الأولى لألمانيا العام الماضي خلال العطلة الصيفية، وتقول: "كانت زيارة لا تنسى، كثيراً ما سمعت عن جمال الطبيعة هناك، وخاصة الغابة السوداء. وبعد زيارتي لها سُحرت بهذا البلد الجميل الذي لا يُوصف". أما نوف، الشابة السعودية ذات الـ21 ربيعاً والتي تأتي لزيارة ألمانيا سنوياً تقريباً، فترى أن ما يمتعها في ألمانيا هو التسوق: "سوق الملابس يناسب جميع الأذواق. هناك ملابس ذات طابع كلاسيكي، كما أن هناك متاجر متخصصة في بيع آخر صيحات الموضة، بالإضافة إلى إمكانية شراء الملابس ذات الماركات العالمية".
أما سعيد، وهو شاب أردني يبلغ من العمر 15 عاماً، فقدم إلى زيارة ألمانيا منذ سنتين، إلا أن زيارته لهذا البلد الذي يتميز بالانضباط والنظام لم تجعله سعيداً بسبب الفخ الذي وقع فيه، ويروي سعيد تجربته قائلاً: "أحببت أن أجرب المواصلات العامة، فصعدت إلى أحد القطارات، وجلست في أحد الأماكن التي لم أكن أعلم أنها مخصصة لركاب الدرجة الأولى، ففوجئت بمفتش يسألني عن بطاقتي التي كانت لا تخولني الركوب في هذه الدرجة، الأمر الذي اضطرني لدفع غرامة مالية كبيرة". أما محمد الإماراتي فيقول إن سبب عشقه لألمانيا هو تفوقها في صناعة السيارات: "زيارة معارض السيارات هو أكثر ما يمتعني في زيارتي لألمانيا".
تاريخ عريق، لكنه مجهول ...
وتملك ألمانيا حسبما تقول أنتيا مواقع أثرية تتميز بأهمية تاريخية خاصة قد لا تكون بنفس مستوى الشهرة التي تتميز بها بعض المناطق الأثرية الموجودة في عدد من البلدان الأوروبية المجاورة. وتتيح ألمانيا لزائريها التعرف على تاريخ هذا البلد من خلال المتاحف والقصور والقلاع التي تتميز بها كل ولاية. وتشير أنتيا إلى أن قصر "نويشفان شتاين"، الذي بُني في نهاية القرن التاسع عشر واستغرق بناؤه 17 عاماً، والواقع في مقاطعة بافاريا، هو من أكثر المواقع الأثرية شهرةً في ألمانيا، كما أن استخدام هذا القصر في تصوير أحد أفلام الكرتون كان له دور كبير في دفع الناس لزيارته."
وترى أنتيا أن سقوط جدار برلين رفع العاصمة الألمانية لتحتل مرتبة عالية من حيث عدد زوارها في السنوات الأخيرة: "تتميز برلين بأنها من المدن الزاخرة بالأنشطة الثقافية والعلمية، فهي تضم عدداً كبيراً من المسارح والمتاحف، مثل متحف "بيرغامون" ومتحف التراث الإسلامي والمتحف المصري".