غداة اشتباكات متظاهرين أسبان مع الشرطة أسفرت عن إصابات العشرات وإلقاء القبض على عدد من المحتجين، من المتوقع أن تتواصل الاحتجاجات على سياسات التقشف الأربعاء. يأتي هذا فيما يعد إقليم كتالونيا لاستفتاء بشأن الاستقلال.
تتجه إسبانيا اليوم الأربعاء (26 أيلول/ سبتمبر 2012) لمواجهة يوم آخر من الاحتجاجات على سياسات الحكومة التقشفية مع عزم متظاهرين في مدريد تكرار مسيرة أدت إلى اندلاع اشتباكات أمس الثلاثاء بينما يتعرض شمال البلاد لإضراب عام. وكان ستة وأربعون شخصاً أصيبوا في اشتباكات أمس الثلاثاء في مدريد منهم 27 من عناصر الشرطة وفقاً لبيانات الشرطة، فيما كانت إصابة أحد الأشخاص بالغة. وجرى إلقاء القبض على 28 شخصاً. ودافع وزير الداخلية جورج فيرنانديث دياث الأربعاء عن رد فعل الشرطة قائلاً إن بعض المتظاهرين استخدموا "العنف بشكل كبير للغاية" وإن أي محاولة محتملة لاحتلال البرلمان كانت ستكون غير قانونية. من ناحية أخرى، يشهد إقليما الباسك ونافاري إضراباً عاماً للاحتجاج على خفض ميزانية الحكومة. كما تتهم النقابات رئيس الوزراء ماريانو راخوي بإلغاء حقوق العمال والحقوق الاجتماعية.
وعلى صعيد معالجة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، قال رئيس الوزراء الاسباني اليوم إنه مستعد لطلب حزمة إنقاذ جديدة للبلاد فقط إذا استمرت تكلفة تمويل الدين مرتفعة جداً لفترة أطول من اللازم. ويشعر المستثمرون بالقلق من أن يؤدي تردد اسبانيا في طلب حزمة مساعدة - وهو شرط كي يتحرك البنك المركزي الأوروبي لخفض تكلفة إقراض الدول - إلى انزلاق منطقة اليورو في مزيد من المشاكل.
تراجع الناتج المحلي
في هذه الأثناء قال البنك المركزي الأسباني في تقرير شهري عن حالة الاقتصاد إن "البيانات المتاحة عن الربع الثالث من العام تنبئ بأن الناتج المحلي الإجمالي واصل تراجعه بمعدل كبير وفي سياق توترات مالية شديدة". هذه المعطيات أدت إلى تراجع اليورو إلى أدنى مستوى في أسبوعين مقابل الدولار.
وأظهرت أرقام حكومية صدرت الثلاثاء استمرار نمو العجز في ميزانية أسبانيا خلال العام الحالي وهو ما يعزز المخاوف بشأن قدرة أسبانيا على خفض عجز الميزانية إلى المستوى المتفق عليه مع الاتحاد الأوروبي.
استفتاء في كتالونيا
من ناحية أخرى أعلن إقليم كتالونيا الواقع بشمال شرق أسبانيا اليوم الأربعاء عزمه إجراء استفتاء حول الاستقلال عن أسبانيا متجاهلاً معارضة الحكومة الأسبانية للاستفتاء. وقال رئيس وزراء كتالونيا ارتور ماس لبرلمان الإقليم إن مواطني كتالونيا سوف يصوتون "على تقرير مصيرهم" خلال فترة ولاية البرلمان المقبل. وأضاف بالقول: "إذا تجاهلت الحكومة الأسبانية الأمر ولم تصرح بأي نوع من الاستفتاء أو التصويت فأنه سيتم إجراءه بأي حال من الأحوال". وقالت حكومة رئيس وزراء أسبانيا ماريانو راخوى إن الاستفتاء على الاستقلال سوف يمثل انتهاكاً للدستور.