نفذت السلطات الألمانية صباح اليوم الخميس حملة مداهمات على جماعات توصف بأنها سلفية متطرفة بشبهة التحريض على العنف وتشجيع التواصل مع شبكات إرهابية. الحملة، التي جاءت عقب أحداث عنف، شملت نحو 70 موقعا في نحو سبع ولايات.
قالت مصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الشرطة الألمانية داهمت اليوم الخميس (14 يونيو/ حزيران 2012) 70 موقعا عبر البلاد على صلة بجماعات يقال إنها سلفية متطرفة يشتبه في قيامها بتحريض الإسلاميين على العنف وتشجيع علاقات مع الشبكات الإرهابية. وأكد وزير الداخلية الألماني هانزـ بيتر فريدريش أن السلطات شنت حملة ضد السلفيين في سبع ولايات هي بافاريا، هيسن، شمال الراين وستفاليا، ساكسونيا السلفلى، هامبورغ، شليسفيغ هولسشتاين وبرلين.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية عن فريدريش إعلانه حظر جماعة "ملة إبراهيم" السلفية في ولاية شمال الراين وسفاليا، وقال الوزير الألماني إن نشاط هذه الجماعة يتعارض مع الدستور ومع فكرة التفاهم بين الشعوب. كما يجري التحقيق ضد شبكة " الدين الحق" و جماعة "الدعوة فرانكفورت". وكانت جماعة " "الدين الحق" قد لفتت الأنظار إليها في الفترة الأخيرة حين تزعم أحد أعضائها البارزين، إبراهيم أبو ناجي، حملة توزيع مصاحف في كل ألمانيا.
وذكر موقع "شبيغيل" التابع لمجلة "دير شبيغل" أن الحملة التي شنتها السلطات اليوم شملت تفتيش البيوت والجمعيات التابعة للسلفيين. ونقل الموقع عن وزير الداخلية في ولاية شمال الراين وستفاليا، رالف ياجر، قوله إن عملية اليوم تشير إلى استمرار تكثيف الضغوط على السلفيين وحملاتهم المعادية للديمقراطية وأن السلطات الأمنية في البلاد تعمل معا ضد المتطرفين الخطرين، مشيرا إلى المرء عايش مؤخرا "نوعا جديدا من العنف". وأضاف "من الضرورة بمكان أن نبعث برسالة قوية لكل المعاديين للدستور مفادها إلى هنا وكفى".
يذكر أن السلطات الألمانية أعربت عن قلقها إزاء مقطع فيديو بثه أحد الإسلاميين على الانترنت يدعو فيه إلى قتل صحفيين وبعض أعضاء حزب سياسي يميني متطرف في شمال الراين ويستفاليا. وكانت ولاية شمال الراين وستفاليا قد شهدت مواجهات بين سلفيين متطرفين وبين حزب يميني متطرف قام خلالها السلفيون بمهاجمة الشرطة، أثناء حمايتها مظاهرة لليمينين الذين كانوا يرفعون صورا إستفزت السلفيين. وطبقا لتقديرات مسؤولي الأمن هناك 130 متشددا دينيا يمثلون خطرا أمنيا في ألمانيا من بينهم 24 سلفيا.