أكدت محكمة جنح في القاهرة حبس الممثل المصري عادل إمام لثلاثة أشهر بتهمة "ازدراء الأديان" تأييدا لحكم كان صدر عليه في وقت سابق غيابيا.
يأتي تأكيد الحكم على عادل إمام في ظل قلق عام يساور الفنانين والمثقفين المصريين الذين يخشون خصوصا أن يفرض البرلمان الذي يهيمن عليه "الإخوان المسلمون" والسلفيون قيودا على حرية التعبير وحرية الإبداع، وهو ما بدأت بوادره تظهر في أكثر من قضية ومكان وحدث في مصر.
ومنذ صدور الحكم أمس الثلاثاء نشطت مواقع التواصل الاجتماعي للتنديد بالحدث وعبّر الجميع عن تضامنه مع حرية الإبداع عبر تضامنه مع عادل إمام ، وندد كثيرون بما وصفوه بـ" محاكم التفتيش" و"الفاشية الإسلامية" وذهب البعض إلى حد التأكيد بأن "تجار الدين اخطر من تجار الهيرويين".
وأبدى الجميع خشيتهم من أن يشكل هذا الحكم سابقة لمحاكمة شخصيات مثل المخرج شريف عرفة أو محمد فاضل أو نادر جلال والكاتب لينين الرملي عن أعمالهم مع عادل إمام.
وأجمع الناشطون الذين كانوا وضعوا عادل إمام على اللائحة السوداء بعد أن كان من أكبر المؤيدين للرئيس المصري السابق حسني مبارك وابنه جمال، أن قضية عادل إمام هذه هي قضية كل مبدع، ورفع الناشطون الذين دعوا للاعتصام الخميس أمام المحكمة التي أصدرت الحكم شعار "لا لمحاكمة المبدعين " ورأوا أن الحكم على عادل إمام يثبت أن مصر تحتاج إلى ثورة عقول ثانية موازية لثورة التحرير لأن غياب الأولى سوف يؤدي إلى هزيمة الثانية.
الناقد المصري طارق الشناوي يرى من جهته أن هذا الحكم قد " يؤدي إلى نوع من الخوف من هذا التيار الذي بدأ يحتل الأغلبية في مجلس الشورى ومجلس الشعب ". ويعتبر أن مثل هذه الحكم " سيؤدي إلى تماسك جبهة المثقفين والمبدعين في رفض التوجه لتقييد الفن" شارحا وجهة نظر المبدعين والمثقفين حول مسألة الدين والخلط بين النقد والعمل الإبداعي قائلا " عندما ينتقد عادل إمام رجلا يرتدي زيا إسلاميا فلا يعني ذلك أنه ينتقد الدين الإسلامي". ويعتقد أن "الحكم القضائي الذي يحمل مثل هذا المعنى هو قراءة غير منصفة وغير حقيقية".
وكان المحامي الإسلامي عسران منصور أقام دعوى قضائية ضد نجم الكوميديا المصري قبل بضع سنوات يتهمه فيها بالإساءة للدين الإسلامي في مسرحية "الزعيم" وفيلم "مرجان احمد مرجان"... لكن تقديم رجل الدين شيء والإساءة للإسلام شيء آخر. و عادل إمام عبر في الكثير من أعماله عن قضايا اجتماعية وسياسية مهمة في حياة المجتمع المصري.
وكان محامي الدفاع عن عادل إمام طلب في مرافعته في جلسة سابقة عدم قبول الدعوى لانتفاء الضرر الشخصي المباشر على المدعي بالحق المدني وإلغاء الحكم بحبس موكله لان الأعمال الفنية التي قدمها لا تسيء إلى الإسلام مطلقا وسبق عرضها على هيئة المصنفات الفنية التي وافقت على عرضها على نحو يؤكد خلوها من أية إساءة أو تشويه.