قرر المرشحان المؤهلان لخوض غمار الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية تكثيف حملتهما الانتخابية من خلال تنظيم مهرجانات شعبية واسعة في العديد من المدن الفرنسية لهدف واحد وهو نيل ثقة الشعب الفرنسي في السادس من شهر مايو/أيار المقبل.
بعد استراحة دامت يومين – السبت والأحد الماضيين- يعود المرشحان المؤهلان إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي من جديد إلى الحلبة لمتابعة الحملة الانتخابية. ويسعى كل مرشح إلى إقناع الناخبين الفرنسيين بالتصويت لصالحه في الدورة الثانية في السادس من مايو/أيار المقبل.
وأعد حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية برنامجا مكثفا يتمثل في جملة من الزيارات الميدانية استهلها ممثله نيكولا ساركوزي اليوم الإثنين من مدينة" سان سير سور لوار" -وسط فرنسا-، قبل أن ينتقل غدا الثلاثاء إلى بلدة " لونجيمو" في ضاحية باريس حيث ينظم مهرجانا شعبيا مع سكان البلدة وذلك تلبية لدعوة من الناطقة الرسمية باسمه ناتالي كوسيسكو موريزيه
ومن المتوقع أيضا أن ينظم نيكولا ساركوزي الأسبوع المقبل مهرجانا انتخابيا كبيرا في مدينة تولون –جنوب شرق فرنسا- التي صوتت بكثافة لصالح ممثلة الجبهة الوطنية مارين لوبان في خطوة لإقناع المترددين في التصويت لصالحه ولحثهم على عدم مقاطعة الانتخابات
حملة ساركوزي ستبلغ ذروتها في أول مايو المقبل
وبالإضافة إلى تولون، قرر ساركوزي الذهاب إلى منطقة " البرغون" وسط فرنسا في 27 نيسان/أبريل الحالي ثم إلى مدينة "كليرمون فيرون" في 28 بدعوة من صديقه بريس أورتوفو الذي شغل منصب وزير الداخلية ثم بعد ذلك إلى مدينة تولوز – جنوب شرق فرنسا- التي صوتت في الجولة الأولى بكثافة لصالح فرانسوا هولاند.
حملة نيكولا ساركوزي الانتخابية ستبلغ ذروتها في أول مايو/ أيار المقبل بتنظيم مهرجان انتخابي ضخم بمناسبة عيد العمل في باريس وذلك قبل المناظرة المتوقعة مع منافسه هولاند المقررة في اليوم الثاني من مايو/أيار.
ويذكر أن ساركوزي اقترح الأحد الماضي تنظيم ثلاث مناظرات حول مواضيع مختلفة، لكن فرانسوا هولاند رفض الطلب، موضحا أن العادة في الجمهورية الخامسة أن يتم تنظيم مناظرة واحدة فقط بين الدورتين ولا ضرورة لتغيير هذه التقاليد حسب تعبيره.
ويعول جان فرانسوا كوبيه الأمين العام لحزب الإتحاد من اجل حركة شعبية كثيرا على التغطية التي سيخصصها الإعلام لنشاطات ساركوزي الانتخابية لشرح مفصل لمحتوى برنامج مرشح الإتحاد من اجل حركة شعبية، سواء كان في المجال الاقتصادي والاجتماعي أو في ما يتعلق بالإتحاد الأوروبي.
وفي تصريح لجريدة "لوفيغارو" قال كوبيه " الشيء الذي تغير الآن هو أن جميع المهرجانات الانتخابية التي سينظمها ساركوزي ستكون منقولة مباشرة على التلفزيون، وهذا سيسمح للناخبين بمقارنة برامج المرشحين ومعرفة من هو الأنسب والأفضل لهم".
هولاند يبدأ حملته من جديد من مدينة "كامبير"
نفس الاستراتيجية اعتمدها معسكر اليسار، إذ بدأ فرانسوا هولاند هو أيضا حملته الانتخابية الاثنين من مدينتي "كامبير" و "لوريان" - غرب فرنسا-. هولاند الذي تجنب الحديث عن الجولة الثانية قبل نهاية الأولى، قال إنه سيرمي بكل ثقله في المعركة حتى السادس من مايو/أيار من اجل الفوز بثقة الفرنسيين.
محطات انتخابية أخرى تنتظر مرشح الحزب الاشتراكي، أبرزها لقاء بمدينة " ليموج" في 27 نيسان/ أبريل الجاري قبل العودة إلى مدينة "نانت" في 28 و29 من نفس الشهر.
يليه بعد ذلك مهرجانا انتخابيا كبيرا بمناسبة عيد العمل في منطقة " لانيفر" حيث سيقوم بتكريم رئيس الحكومة السابق بيير بيروغوفوا الذي انتحر في أول مايو/أيار 1993. ومن المتوقع أن ينهي هولاند حملته الانتخابية في مدينة تولوز - جنوب شرق فرنسا- في الثالث من مايو/ أيار المقبل بتنظيم مهرجان شعبي كبير في ملعب المدينة التي وضعته في المرتبة الأولى في الجولة الأولى من الانتخابات.
البطالة وتدهور المعيشة من بين المواضيع التي ستطغى بين الدورتين
ويرى متتبعو الشؤون الفرنسية أن المواضيع الاقتصادية، لا سيما مشكلة البطالة وتدهور القدرة الشرائية للفرنسيين، فضلا عن أزمة الديون التي يعاني منها الاقتصاد الفرنسي وموضوعي الهجرة والاتحاد الأوروبي ستكون من بين القضايا الأساسية التي ستدور حولها المعركة السياسية والانتخابية بين الدورتين