علقت الصحيفة على قرار جماعة الإخوان المسلمين فى مصر ترشيح خيرت الشاطر للرئاسة، وقالت إنه يزيد من المخاطر فى الانتخابات الرئاسية القادمة، التى ستمثل اختبارا هاما لاتجاه مصر والربيع العربى.
وأضافت الصحيفة أن المشهد المضطرب فى مصر فى مرحلة ما بعد الثورة يشهد هزات جديدة بعد أن قررت جماعة الإخوان المسلمين ترشيح الشاطر.
وتشير الصحيفة إلى أن الشاطر قفز إلى دائرة الضوء بسبب هذه الخطوة المفاجئة التى يراها البعض رد فعل مذعور على المناورة من جانب جنرالات المجلس العسكرى الذين حلوا محل مبارك ولا يزالون يحكمون البلاد.
كما أن الشائعات تدور الآن حول احتمال ترشح عمر سليمان، نائب الرئيس السابق بما يغذى معركة مثيرة.
واعتبرت الصحيفة أن الانتخابات الرئاسية فى مصر بالنظر إلى حجمها وأهميتها، ستكون حدثا مهما له صداه أكبر بكثير من الانتخابات التى شهدتها تونس فى أكتوبر الماضى والتى شهدت انتصارا للإسلاميين.
ويوضح إيان بلاك، محرر شئون الشرق الأوسط بالصحيفة أن الإخوان عندما قالوا إنهم لن يقدموا مرشحا كان هدفهم تجنب إخافة المعارضين وتحمل مسئولية أكثر من اللازم. لكنهم فشلوا فى العثور على مرشح مستقل لتهدئة المخاوف من أنها تريد احتكار السلطة.
وتابعت الصحيفة قائلة إن الجماعة تهيمن على البرلمان واللجنة التأسيسية للدستور، ولو سيطرت على الرئاسة أيضا، حسبما يقول مارك لينش فى مجلة فورين بولسى الأمريكية، فإنها ستقف وحدها فى مواجهة الجيش وستتحمل المسئولية كاملة عن كل ما حدث فى الاقتصاد المصرى والسياسة والاجتماع.
وأشارت الجارديان إلى وجود انقسامات بين المصريين حول دوافع الجماعة، فالبعض يقول إن السبب فى تحول موقفها هو التدهور الحاد فى العلاقة بين الجماعة والمجلس العسكرى الذى رفض مطالبها بإقالة حكومة كمال الجنزورى، فى حين أن البعض الآخر يشك فى أن ترشح الشاطر غطاء لما أسمته المعلقة نهى الحناوى اتفاقا استراتيجيا بين الجيش والإخوان. لكن من الممكن أن تكون الجماعة راغبة ببساطة فى أن تهزم المرشح السلفى حازم صلاح أبو إسماعيل. لكن المحلل المعنى بشئون الشرق الأوسط إسندر العمرانى يقول إن الجماعة اتخذت هذا القرار لأنها ترى نفسها على حافة السلطة الفعلية لأول مرة فى تاريخها.
وتقول الصحيفة إن خيرت الشاطر البالغ من العمر 61 عاما، من الشخصيات المحافظة التى قضت سنوات فى سجون مبارك، وليس لديه خبرة فى العمل السياسى فى نظام حر، وهو أحد أسباب المعارضة له من جانب الأعضاء الشباب والإصلاحيين فى الجماعة.
أما السب الآخر فهو الضرر الذى سببته تلك الخطوة التى تمثل منعطفا هاما على مصداقية الجماعة.