كشفت وزارة الداخلية الفرنسية عن أنه قد تم التحقق من هوية 354 منتقبة فى حين تم تحرير مخالفات لنحو 299 منهن وذلك بعد مرور عام على دخول قانون حظر ارتداء النقاب فى الأماكن العامة فى فرنسا حيز التنفيذ.
وصرح بيير - هنرى برانديت، المتحدث باسم وزارة الداخلية الفرنسية، أن هذين الرقمين يتضمنان المنتقبات الأربعة اللاتى تم التحقق من هويتهن خلال مشاركتهن فى فعاليات المؤتمر الـ 29 لاتحاد المنظمات الإسلامية الفرنسية (القريبة من فكر الإخوان المسلمون) الذى عقد مؤخرا بضاحية لوبورجيه بالقرب من باريس.
ونقلت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية عن برانديت قوله إن مؤتمر المنظمات الإسلامية الفرنسية الذى حضره نحو 160 ألف شخصا جرى دون أية حوادث تستحق الذكر باستثناء التحقق من هوية المنتقبات الأربع.
يذكر أن قانون حظر ارتداء النقاب أو البرقع كما يطلق عليه فى فرنسا دخل حيز النفاذ فى فرنسا فى 11 أبريل 2011.
وينص هذا القانون على فرض غرامة على السيدات المخالفات تصل إلى 150 يورو أو الخضوع لبرنامج يستهدف توعية المنتقبة بأهمية المواطنة والانتماء لفرنسا على حساب الانتماء للأديان لو كن يحملن الجنسية الفرنسية أو يتمتعن بالإقامة على أراضيها.
وكان كلود جيون، وزير الداخلية الفرنسى، قد أكد تراجع عدد المنتقبات بمقدار النصف فى يناير الماضى وذلك أمام الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان).
ومن جانبه، قدم رجل الأعمال الفرنسى، رشيد نكاز، المتحدث باسم جمعية "لا تمس دستورى" أرقاما تقترب كثيرا من الأرقام التى قدمتها وزارة الداخلية الفرنسية بشأن اللاتى خالفن قانون منع ارتداء النقاب فى فرنسا.
وأضاف نكاز الذى تعهد بتحمل الغرامات المفروضة على المنتقبات فى إطار الجمعية أنه قد تم تحرير مخالفات لـ 367 منتقبة خضعن للاستجواب فى أقسام الشرطة لفترة من الوقت تراوحت بين ساعة وثلاث ساعات.
وكشف نكاز الذى رصد مليون يورو لتحمل الغرامات المفروضة على المنتقبات عن أن 88 فى المائة من اللاتى حررت بحقهن مخالفات يحملن الجنسية الفرنسية 35 فى المائة منهن من أصول فرنسية.
وأوضح نكاز أن 67 فى المائة من اللاتى خضعن للعقوبة المنصوص عليها من المطلقات والأرامل، مما يعنى أنهن لم يخضعن لأى ضغوط من أزواجهن لارتداء النقاب. كما كشف نكاز الجزائرى الأصل عن أنه لم يتم اتهام أى رجل بإجبار أى امرأة على اراتداء النقاب منذ دخول قانون منع ارتداء النقاب حيز النفاذ.
يشار إلى أن جمعية لا تمس دستورى كانت قد نظمت فى يوم دخول قانون منع ارتداء النقاب فى الأماكن العامة فى فرنسا حيز النفاذ وقفة احتجاجية فى ساحة كاتدرائية نوتردام بباريس بمشاركة مجموعة من المنتقبات.
أما الطريف فى الأمر فهو أن رشيد نكاز الذى خصص مليون يورو لتحمل الغرامات المفروضة على المنتقبات المخالفات لا يمت فى شكله الخارجى للإسلاميين بصلة فهو أقرب فى شكله الخارجى للفنانين حيث يطلق شعره ويرتدى الملابس وفقا لآخر صيحات الموضة الفرنسية.