ظهرت هذه الصورة المركبة على الصفحة الأولى لصحيفة "نوفا تيرنوبيل" المحلية الأوكرانية، وقد أثارت جدلا واسعا، ذلك أنها تمثل عربا وأفارقة في شكل قرود شهوانية تداعب امرأة. مراقبنا، وهو طالب كونغولي يعيش في مدينة تيرنوبيل الأوكرانية، حيث تصدر الصحيفة، رأى أن الصورة تكشف عن التمييز العنصري الذي يقع ضحيته يوميا، على حد قوله.
وبحسب ما أوردت الصحيفة، فإن عربا وأفارقة دخلوا في نزاع في حانة للاستحواذ على "مومس أوكرانية"، مما استدعى تدخل عناصر من الشرطة لفض النزاع. وتبرز في مقدمة الصورة فتاة تعانق قردين وفي خلفيتها مجموعة من الشباب الأفارقة يجلسون حول طاولة لتناول مشروبات.
سنقوم بنشر رواية إدارة الصحيفة للموضوع فور تمكننا من التواصل مع أحد المسؤولين لديها.
"رأيت طلابا أوكرانيين يضحكون لدى قراءتهم الصحيفة"
بيك لوف طالب كونغولي في جامعة "إيفان بولوج" للتكنولوجيا في تيرنوبيل، وهو يعيش في أوكرانيا منذ أربعة أعوام.
طلب مني المسؤول عن هيئة الطلاب الأجانب أمس المجيء إلى مكتبه ليريني الصفحة الأولى من الجريدة. أصبت بالصدمة إذ لم أصدق ما رأيت.
من جهته، اعتبر المسؤول الأمر مروعا، لكنه أوصاني بالمحافظة على الهدوء وبعدم إشعال غضب الطلاب الأجانب لأن الموضوع لا يتعدى إثارة الحساسيات العرقية، على حد قوله. وقد استدعاني، أنا تحديدا، لأنني ألعب دور المنسق في هيئة الطلاب الأجانب وأجيد تكلم اللغة الأوكرانية.
عندما أخبرت الطلاب الذين يظهرون في خلفية الصورة عن الخبر، سارعوا بشراء الصحيفة، التي تبين لاحقا أنها استعانت بصورة قديمة للطلاب لتركبها على صورة أخرى. ولازلنا لا نعرف كيف وضعت الصحيفة يدها على صورة الطلاب التي التقطت قبل حصول النزاع في الحانة.
لقد رأيت في داخل الحرم الجامعي طلابا أوكرانيين يضحكون لدى قراءتهم الصحيفة، فاقتربت منهم وسألتهم: "هل تجدون هذا مضحكا؟ هل يعطي تصرفكم صورة جيدة عن بلدكم قبيل كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم لسنة 2012 [الذي سينظم في أوكرانيا]؟"
لا أفهم لماذا يمنحوننا تأشيرات للمجيء إلى أوكرانيا إذا كانوا لا يريدوننا. سأطلب من الأهالي في بلدي بألا يرسلوا أبناءهم إلى أوكرانيا. هنا، نحن مبعدون وملازمون للطلاب الأفارقة طوال الوقت، وقلما يتحدث إلينا طلاب أوكرانيون. أما خارج الحرم الجامعي، فالوضع أسوأ، وخصوصا في المساء عندما يصبح التجول في الشوارع خطرا علينا. فنحن حينئذ نتلقى الشتائم، وقد تعرضت شخصيا للاعتداء منذ فترة قصيرة وأنا عائد إلى المنزل. لكن عندما أبلغت أحد عناصر الشرطة بما جرى، هددني بكل بساطة بترحيلي إلى بلدي.
يصعب علينا الدفاع عن حقوقنا هنا. لكننا نحاول الحصول على موعد من مدير الصحيفة التي نشرت الصورة المركبة ليبرر لنا هذا التصرف".