يختتم اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا الإثنين لقائه السنوي الذي تزامن هذا العام مع الحملة الانتخابية للرئاسيات الفرنسية التي كان الإسلام إحدى مواضيعها اليومية خصوصا بعد قضية محمد مراح بتولوز، وسادت مشاعر التهميش والإحباط لدى مؤيدي اتحاد المنظمات الإسلامية.
عندما تكونون مهمشين في المجتمع، ستظلون كذلك"، بهذه الكلمات عبرت سعيدة عن مشاعر الاحباط لدى مؤيدي اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا الذي يعقد لقاءه السنوي ال29.
واضافت هذه الشابة في ال25 "وكأن هناك محمد مراح او قاتل على دراجة نارية داخل كل شاب من الاحياء. او ان المسلمين يعذبون الحيوانات"، وذلك في اشارة الى قضيتين حديثتين: المجزرة التي ارتكبها مراح الفرنسي من اصل جزائري وراح ضحيتها سبعة اشخاص من بينهم ثلاثة اطفال يهود، والجدل حول اللحوم الحلال.
وفي حديقة المعارض في لوبورجيه (شمال باريس) حيث يشارك كل سنة عشرات الاف الاعضاء او المؤيدين في الاجتماع السنوي للاتحاد القريب من الاخوان المسلمين، تبدو الاجواء مألوفة.
وذلك على الرغم من الاجراءات الامنية ومن تحذيرات وزارة الداخلية من اي تصريحات تحض على الكراهية او اي انتهاك للقانون حول النقاب المحظور في فرنسا. وتعيش في فرنسا اكبر جالية اسلامية في اوروبا تضم اكثر من 4 ملايين شخص.
واعتبر ستة خطباء دعاهم اتحاد المنظمات الاسلامية من بينهم الداعية القطري يوسف القرضاوي اشخاصا غير مرغوب بهم في فرنسا. واعربت السلطات عن اسفها لحضور المفكر السويسري المصري الاصل طارق رمضان.
وخلال مراسم الافتتاح، مساء الجمعة لم تشاهد سوى امراة واحدة منقبة داخل المبنى الذي يعتبر املاكا خاصة ولو ان اكشاك الملابس النسائية كانت تعرض ثيابا سوداء محافظة.
وعبر رئيس اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا احمد جاب الله في المؤتمر الصحافي الذي تلا الافتتاح عن "مفاجاته" من تحذير الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من "الدعوة الى العنف والى معاداة السامية" خلال اللقاء الذي يستمر حتى الاثنين.
وقال "هناك مخاوف في كل استحقاق رئاسي من ان يتحول الاسلام والمسلمون موضوعا ضمن الحملة الانتخابية. وللاسف وقعت ماساة تولوز (المجزرة التي ارتكبها محمد مراح) مما جعل من الاسلام والمسلمين في صلب الحملة"، وذلك قبل 15 يوما على موعد الانتخابات.
واعتبرت سعيدة التي تحمل شهادة دكتوراه في العلوم السياسية "يشيرون الينا كاننا غرباء مهمشون ومذنبون بافعال لم نقم بها".
وفي جناح الشباب، دعا الفنان بليكس (29 عاما) الى "عدم الخلط بين السياسة والدين". واضاف "يمكنني ان احدثكم عن قيمي الدينية وهي المشاركة وتقبل الاخر لكن هذا ليس ما يعرض على التلفزيون".
اما غفران (23 عاما)، فيعتبر انه "من المهين والمذل ان ينظر اليه على انه مواطن من الدرجة الثانية او غير مأمون الجانب. قد لا تكون اصوات المسلمين بالاهمية نفسها عند فرز اصوات الناخبين. لا نشهد حملات لجذب الناخبين المسلمين كما يحصل مع المجموعات الاخرى".
ويقول كريم (23 عاما) وهو طالب في ايرلندا ان "الشعور بالضيق" مرده الحملة الانتخابية. وقال "يبدو ان التهجم على المسلمين مفيد للحملة الانتخابية لان بعض المرشحين يقومون بذلك. مراح كان مجرما لكنه لا يمثل المسلمين".