ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مسئولى جماعة الإخوان المسلمين قد أكدوا أمس الأربعاء أنهم يدرسون حاليا الدفع بأحد أعضاء الجماعة لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، خاصة أن الجماعة وذراعها السياسى المتمثل فى حزب الحرية والعدالة قد فشلت تماما فى إقناع العديد من الرموز الذين لا ينتمون إلى الجماعة فى خوض السباق الرئاسى مقابل أن ينال دعمهما خلال الانتخابات المقررة فى الأشهر القادمة. وأضافت الصحيفة أنه فى حالة اقدام جماعة الإخوان المسلمين، والتى تمكنت من خلال حزب الحرية والعدالة من الحصول على أغلبية مقاعد البرلمان خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة، على ترشيح أحد أعضائها لمنصب الرئيس، فإن فرصة هذا المرشح ستكون الأكبر بين أقرانه فى الفوز بالمنصب. وأبرزت النيويورك تايمز أن الإخوان قد تبنت موقفا مغايرا فى أعقاب الثورة المصرية عندما أعربت عن نيتها عدم خوض الانتخابات الرئاسية القادمة، معتبرة أن السبب الرئيسى فى ذلك هو عدم استفزاز مشاعر القلق لدى قطاع كبير من المصريين أو استفزاز مشاعر القادة العسكريين للبلاد الذين ورثوا كرسى السلطة خلفا لمبارك. وأوضح عدد من المسئولين البارزين بالجماعة أن مجلس شورى الجماعة سوف يناقش المسألة خلال اجتماعاته هذا الأسبوع لاتخاذ القرار المناسب فى هذا الصدد. وأكد السكرتير العام للجماعة محمود حسين، فى تصريح ذكرته الصحيفة الأمريكية، أن مجلس شورى الجماعة هو الكيان الوحيد المسئول عن اتخاذ القرار فى جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن جميع الخيارات متاحة فى هذا الصدد. وأضافت نيويورك تايمز أن الإخوان المسلمين قد يشعرون بالقلق من هوية الرئيس القادم، بالرغم من حصولهم على الأغلبية البرلمانية، خاصة إذا كان أيديولوجية الرئيس المصرى القادم منافية لمصلحتهم وأفكارهم. وهنا ألقت الصحيفة الأمريكية الضوء على د. عبدالمنعم أبو الفتوح – المرشح المحتمل للرئاسة فى مصر – خاصة وأنه كان أحد القادة الإصلاحيين بالجماعة والذى تم فصله نتيجة إصراره على مخالفة قرار الجماعة بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية، هو ما أدى إلى إحداث حالة من الانقسام داخل الجماعة نتيجة انجذاب العديد من أعضائها لدعم أبوالفتوح. وبالرغم من تهديدات الجماعة بفصل أعضائها الداعمين لأبو الفتوح فإن العديد من شباب الجماعة يصرون على تأييده. أما عمرو موسى والذى خدم فى حكومة مبارك كوزير للخارجية فى مصر، والذى عرف بمواقف مرضية للشعب المصرى، فقد لا يجد دعما من الإخوان خلال الانتخابات القادمة نظرا لعلمانيته البالغة التى قد ترفضها الجماعة التى تحظى بشعبية كبيرة بين أبناء الشعب المصرى. وأكد حسين أن البعض يرى أن الجماعة قد لا تجد خيارا آخر سوى تقديم مرشح رئاسى خاصة فى ظل رفض الكثيرين من خارج الأخوان أن يخوضوا السباق الرئاسى بمباركتها، إلا أن المحللين يرون أن تقديم الإخوان لمرشح رئاسى خلال الانتخابات القادمة يعد دربا من المخاطرة.